لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "جدية المواقف تعرف من طبيعة التفسير المقدم لها، فالأعذار الزائفة تكشف عن المناورة، وتؤكد التهرب من المسؤولية. وهذا ما يفصح عنه ما قاله وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن أن دعم المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن يقوي اليمين الإسرائيلي. وقد كان دليله في ذلك ما أكده له ​شيمون بيريز​ وتسيبي ليفني من أن تأييد ذلك المشروع سيقوي من فرص رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ . وكأن بيريز وليفني كانا حمامتي السلام التي كانت تحث الخطى نحو إقامة ​الدولة الفلسطينية​".

وأشارت الصحيفة الى أن "كل من تابع مسيرة شيمون بيريز يعرف على وجه اليقين أنه لا يختلف عن أقصى اليمين الإسرائيلي إلا في معسول الكلام والوعود الكاذبة التي كان يعطيها ليس فقط للفلسطينيين وإنما أيضاً للأوروبيين وخصوصاً الاشتراكية الدولية"، معتبرة أن "الفلسطينيين يدركون من خلال تجربتهم أن الفرق ضئيل بين قوى اليسار وقوى اليمين فيما يتعلق بحقوقهم الأساسية، مثل حق العودة والقدس وإزالة المستوطنات والسيادة الكاملة".

وأوضحت أن "توصيف اليسار واليمين للدولة لا يختلف كثيراً في النوع وإن اختلف في الدرجة. فمجيء اليسار لن يغير كثيراً في الموقف الإسرائيلي، وقد كان ذلك واضحاً من خلال تعاقب الحكومات المختلفة الألوان في الكيان الصهيوني"، لافتة الى أن "الموقف الأميركي مخادع لأنه يأتي بتبرير يعرف تماماً أنه لا يغير كثيراً في موضوع التسوية النهائية كما ينبغي أن تكون بالنسبة للحقوق الفلسطينية. وهو يستعمل ذلك، من أجل منع حصول التصويت، لأن حصوله سيفرض عليه استعمال "الفيتو" وهو أمر يحرجه كثيراً".

ورأت الصحيفة أن "نجاح المشروع يضعف التأثير الأميركي لأن المفاوضات المقبلة ستكون حول تنفيذه وليس حول التنازلات المطلوبة. وهذا ينسجم مع كل المواقف الأميركية تجاه القضية الفلسطينية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، كما أنه ينسجم مع السياسة الأميركية التي لا يشكك فيها أحد أنها داعمة للكيان الصهيوني في كل ما يقوم به. بل بقيت الولايات المتحدة الوحيدة التي تبرر العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين"، مشيرة الى أنه "عدا عن ذلك، فإن تصريح المسؤول الأميركي يتداعى حين يكون في مواجهة على حقيقة أن القضية لا علاقة لها بمن يوجد في السلطة في الكيان الصهيوني، وإنما تتصل مباشرة بالتصويت على حق جوهري للشعب الفلسطيني".

وسألت "منذ متى تهتم الولايات المتحدة بتأثير مشروعاتها التي تعرضها على مجلس الأمن ضد بعض البلدان فيما إذا كان التصويت عليها سيؤدي إلى زيادة التطرف فيها؟ كما أن ذهاب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة سببه أنها أعيتها السنوات الطويلة وهي تحاول من خلال المفاوضات مع اليمين واليسار في الكيان أن تصل إلى حقوق شعبها".