أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب ​أحمد فتفت​ الى أن "الرد على غارة القنيطرة، يجب أن يكون من مسؤولية أصحاب السيادة على الارض، وعلى النظام والجيش السوري ان يردا، أما من ناحية "حزب الله" لديه اليوم مشكلة كبيرة، لأن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله رفع الوتيرة في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، اذ اعتبر ان ليس من حقه فقط بل من واجبه ان يرد عن كل معسكر الممانعة، فكيف بالاحرى عن نفسه وعن هذا المعسكر معاً؟"، لافتا الى أن "هناك ثلاثة اشكال للرد: اما عبر الحدود اللبنانية، او الحدود السورية، او بعمليات على مستوى دولي في الخارج".

ورأى فتفت في حديث لصحيفة "النهار" أن "الاحتمال الثالث ضئيل بعدما تبين ان جهازه الخارجي مخروق، وأن اسرائيل على اطلاع بكل تفاصيل تركيبته السرية في الخارج. والرد عبر الارض اللبنانية سيعني عمليا فتح حرب مع اسرائيل ليس في مقدور لبنان ولا بيئة "حزب الله" ان تحملها. فبصرف النظر عن الخسائر التي يمكن ان تصيب اسرائيل، سيدمر لبنان وسنشهد من جديد مئات آلاف النازحين ولا نعرف اين يذهبون، فليس في امكانهم التوجه الى سوريا بسبب الحرب الاهلية هناك، ولبنان اصبح مكتظاً بالنازحين بوجود مليون ونصف المليون لاجىء سوري.

يبقى الرد من طريق سوريا، مؤكدا أن "رد فعل "حزب الله" حتى اليوم كان عقلانياً جداً ومتزناً، لكن رد الفعل الايراني لم يكن كذلك، بل بالعكس تكلمت على عاصفة مدمرة، ودعت "حزب الله" الى القيام بها وليس هي".

ولفت الى أنه "لم يسمع احد صوت سوريا في هذه المسألة. وكأنهم غير معنيين. وهذا يذكرنا كيف كان الاسرائيليون والسوريون يتقاتلون على ارضنا ونحن نصمت ونتفرج. اليوم سوريا تتفرج"، معتبرا أن "هناك أسباب عدة لهذا الصمت. اولا سبق ان هددت سوريا في احيان كثيرة بانها سترد في حال حصول عمليات على ارضها، ولم تفعل لأنها اعجز من ان ترد. ثانياً ما مصلحتها في القول ان الموجودين على جبهتها هم ايران و"حزب الله"، وليسوا هم كجيش سوري؟ كانوا يأملون، لو قام الحزب بعمليات وتبنوها هم".

وأكد فتفت أن "لا تداعيات لغارة القنيطرة على حوار "المستقبل"- "حزب الله"، فنحن منذ اللحظة الاولى التي قررنا فيها دخول الحوار مع "حزب الله" قلنا ان الملفين الاساسيين الخلافيين معه، اي السلاح وتدخله في سوريا، ليسا موضوع حوار، لأن القرار فيها ليس لبنانياً بل ايراني، والحزب يعترف صراحة بالامر ويقول انه لا يمكن مناقشته بعيدا، ليس عن حوار ثنائي فقط بل عن حوار وطني جامع، وأنه يحتاج الى استراتيجية دفاعية، والاستراتيجية والحوار لا يكونان ثنائيين بل هما جامعان، وهذا لا يمكن ان يحصل بدون رئيس جمهورية يرعى الحوار ويترأسه، ولن نذهب لنتحاور مع "حزب الله" في امر نعرف اننا لن نصل الى نتيجة فيه"، موضحا أن "الحوار السني – الشيعي يحلحل الأمور ولا يحلها. التشنج كان في لحظات سنيا- شيعيا، ولذلك اخذ الحوار هذا الطابع. واليوم تحصل محادثات مهمة جداً في الجانب المسيحي، فالقوتان المسيحيتان الرئيسيتان تتحاوران، واذا تمكنتا من الوصول الى نتيجة، وتحديداً في موضوع رئاسة الجمهورية، ففي امكانهما ان يفرضاها على الجميع".