مساء كل ثلاثاء من كل أسبوع يطالعنا الإعلامي فيصل القاسم بحوار يغلب فيه الشجار والصراخ تقول مصادر في 8 آذار، وأصبح البرنامج الإتجاه المعاكس يشبه صاحبه.ضيوف على أسلحتهم جاهزون للشجار وللسباب ومحاورهم فيصل ينفخ في نفوسهم الحمية القتالية كلما هدأت فلا يمر أي أسبوع على خير لأن القاسم يحسن اختيار الضيوف وفق مواصفات محددة بحيث يأتي الضيف بكامل الجهوزية للمناقشة مع الرأي الآخر ولو استعان باكواب المياه تارة وباللكمات أطوارا.إذا السر في نجاح البرنامج يكمن في المشادات والفوضى بين المتحاورين.

وهذا ما يحرص عليه القاسم دائماً، لكن منذ مدة اعتمد الموضوع اللبناني كمادة رئيسية لبرنامجه وبدأ يشن الحملات على الجيش اللبناني تحت عناوين متعددة اعتقادا منه أن هذا الهجوم هو تتمة لمعارضته للنظام في سوريا، تضيف المصادر، والقاسم الذي دأب على مهاجمة الأمن السوري بدأ يعتمد الهجوم ذاته على الجيش اللبناني وهو لم يتورع من وصفه باقذع النعوت. هذا الأمر دفع ببعض الناشطين الحقوقيين إلى التحرك قضائيا خصوصاً أن المس بالمقدسات الوطنية هي جريمة ترتقي إلى الخيانة العظمى. لكن الاخبار القضائية والإجراءات القانونية لم يردعوا فيصل القاسم من فعلته الشنيعة، بل استمر الاسبوع الماضي في إطلاق النعوت المسيئة للجيش الوطني اللبناني، فالاعلامي القاسم يعتقد أنه يطب السياسة القطرية. وطالما أن الأخيرة تنظر بعيون غير راضية عن التمويل للأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني، ما يعني أن لبنان وجيشه سيبقيان تحت نيران القاسم وبرنامج الإتجاه المعاكس تماماً كما هي حالة المبعوث القطري الغائب مؤخراً عن عرسال والجرود تاركاً الوساطة لإطلاق العسكريين معلقة.

لقد نسي القاسم ان ما تختزنه ذاكرة الناس لا يمحى، تؤكد المصادر، ومنها قوله في وقت سابق «بأن تشبيه الرأي العام من قبل بعض الاعلاميين بالبغل فيه ظلماً شديداً واساءة بالغة ليس للرأي العام بل للبغل.... لان البغل ليس من السهل التحكم به وقيادته حيث تريد فهو غالباً ما يحرن بسرعة...»

من فمك ادينك، تضيف المصادر، نعم لان القاسم اعتبر ان الشعوب تنقاد بعكس البغال وهو بذلك يحاول من خلال برنامجه «الاتجاه المعاكس» ان «يسوق» المشاهدين الى الامكنة التي يريد اقتيادا الى الاتجاه المعاكس للقيم والحرية والتضحية في سبيل القضايا المحقة بناء على ما قاله سابقاً، خصوصاً انه قال ايضاً ان «وسائل الاعلام اصبحت وحشاً كاسراً اقوى من كل الترسانات الحربية وهي التي تحسم المعارك الكبرى على الشاشات قبل حسمها على الارض».

وترى المصادر ان القاسم حكم على نفسه وادانها قبل حكم الشعب عليه الذي اهانه عندما اعتبره ادنى مرتبة من الـ «البغل» وعلى الاعلام ايضاً الذي وصفه بالوحش، وذلك على اعتبار انه كاعلامي يمتلك القدرة على السيطرة على عقول الناس وتخديرها، وتضيف المصادر لقد طعن القاسم الشعب اللبناني قبل ان يطعن جيشه عندما قال ان انجازات الجيش اللبناني منذ تأسيسه تصوير «كليبات» مع الفنانين وحرق مخيمات السوريين في عرسال ونسي ان في لبنان اكبر عدد من اللاجئين، لكن بعض الارهابيين يتلطون وراء هؤلاء والامثلة كثيرة على ذلك.

وترى المصادر ان القاسم نسي او تناسى تضحيات الجيش اللبناني في «مخيم نهر البارد» وهو الذي خنق الافكار التكفيرية في مهدها قبل ظهورها في بلد القاسم سوريا حيث تعيث الارض فساداً وتنشر فيه رائحة الدم والتكفير بخلق الله.

واشارت الى ان اسلوب القاسم يذكرنا بالانتصارات الدونكيشوتية التي كان يقوم بها في سنوات الستينيات احمد سعيد مدير اذاعة صوت العرب، الذي كان يطلق من الاذاعة البيانات التي تؤكد انتصارات مذهلة للجيش المصري، في حين كانت هزيمة ساحقة تحدث على ارض سيناء وكل تلك الانتصارات كانت تحدث في مخيلة السعيد كما حصل مع وزيرالاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، الذي كان يؤكد ان الجيش العراقي استطاع دحر «العلوج» فيما كانت الدبابات الاميركية قد اقتربت من المكان الذي كان يطلق منه هذه التصاريح، وتلفت المصادر القاسم الى ان الجيش اللبناني مازال يسجل ملاحم بطولية وآخرها ما حصل في منطقة رأس بعلبك حيث تمكن من دحر المئات من عناصر «داعش».

وقد شددت على ان العدالة آتية لتحاسب كل من يمس بالجيش اللبناني بقيادته وضباطه وافراده وان لم تستطع العدالة ذلك فان الشعب والتاريخ سيحاسبه.

ومتابعة للدعوى المقامة على القاسم من قبل عدد من المحامين اللبنانيين وعلى رأسهم المحامي اشرف الموسوي الذي اكد لـ «الديار» انه بعد صدور بلاغ البحث والتحري من النيابة العامة التمييزية احيل الملف الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت حسب الصلاحية فادعى عليه مدعي عام بيروت القاضي زياد ابو حيدر بمواد تصل عقوبتها الى 3 سنوات واحال الملف لمحكمة المطبوعات.

وبسؤال المحامي الموسوي عن سبب عدم احالتها الى المحكمة العسكرية الدائمة كون موضوع الدعوى هو المس بالمؤسسة العسكرية، اكد الموسوي ان هناك مادة قانونية تنطبق على فعلة القاسم وهي المادة 157 قضاء عسكري وانهم كمحامون ادعوا على القاسم وفقاً لهذه المادة ولكنهم لم يعلموا سبب عدم الادعاء عليه بها، علماً انه بالامكان تحويل الملف ايضاً امام قاضي التحقيق باعتبار ان المادتين 295 و317 عقوبات تنطبق على افعاله الجرمية ويمكن في حال تخلفه عن الحضور اصدار مذكرة توقيف غيابية ومن ثم يتم تحويلها الى مذكرة انتربول دولية.

وقد اكد الموسوي انهم ادعوا على القاسم شخصياً على الرغم من ان المحطة كشخص معنوي تتحمل المسؤولية وقد تم تبليغ القاسم موعد الجلسة في 14-1-2015 بواسطة دائرة الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية اللبنانية التي بدورها ابلغت سفارة قطر وقد تبلغ القاسم شخصياً موعد الجلسة لكنه تغيب عن الحضور وستعين بالطبع جلسة اخرى وبالطبع لن يحضر عندها وسيحاكم غيابياً.