نبّه الخبير المالي ​وليد أبو سليمان​ من تمادي الأزمة الحكومية في ظل اصرار تكتل وزاري نشأ أخيرًا متضرر من التقارب المسيحي المسيحي الحاصل بين "التيار الوطني الحر" وحزب "​القوات اللبنانية​" على وضع العصي في دواليب الحكومة وتعطيل عملها، لافتا الى ان استمرار هذا الضغط من خلال الحكومة للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية هدفه الأساسي الاطاحة بالمرشحين الاساسيين وعلى رأسهم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون.

واعتبر ابو سليمان في حديث لـ"النشرة" أن التقارب المسيحي المسيحي يساهم في تحريك عجلة الحكومة، باعتباره أعطى دفعا ايجابيا لجهة إدراك مختلف الأفرقاء أن لا مصلحة لأحد بفرط عقد الحكومة التي تؤمن حاليا مصداقية لبنان امام المجتمع الدولي في ظل استمرار الفراغ الرئاسي.

مساعٍ تُبذَل للبننة الاستحقاق

ورأى ابو سليمان أن الطبخة الاقليمية لانتخاب رئيس لم تنضج بعد، ولعل التصاريح العالية النبرة التي أطلقها أخيرا وزير الخارجية الاميركية جون كيري تجاه ايران لا توحي ان الاتفاق مع ايران والذي من المنظر توقيعه أواخر شهر آذار قد أُنجز بعد. وقال: "لكن وعلى ما يبدو هناك مساع تبذل للبننة الاستحقاق وأبرز المؤشرات لذلك الحوار المسيحي المسيحي"، مرجحا وان حصلت الانتخابات أن يكون العماد عون سعيد الحظ فحظوظه حاليا مرتفعة جدا.

وشدّد ابو سليمان على وجوب تحصين الوضع الامني بالتزامن مع الاهتزاز والفراغ السياسي الحاصل، داعيا لدعم الجيش بالعتاد وبالمعنويات والالتفاق حوله كونه قادر وجاهز للتصدي لكل التحديات التي تواجهه خاصة تلك التي على الحدود الشرقية.

لانتهاز فرصة انخفاض سعر النفط

وبالملف الاقتصادي، اعتبر ابو سليمان أن استمرار الازمة السياسية لا يساعد بالنهوض الاقتصادي، لافتا الى ظهور مؤشرات ايجابية مؤخرا مع الاعلان عن اكبر عملية اصدار سندات خزينة بتاريخ لبنان، وهو ما يعني أنّه لا يزال هناك ثقة بالاقتصاد الوطني.

وأشار ابو سليمان الى ان استتباب الامن السياسي مطلع العام دفع بالسياحة الى الامام كما ادّى لارتفاع نسبة التشغيل في الفنادق. وقال: "لكن استمرار الضغط الامني على الحدود بالاضافة للفراغ الرئاسي وتعطيل الحكومة كلها عوامل تدفع سلبا النمو الاقتصادي". ودعا الدولة لانتهاز فرصة انخفاض سعر النفط، باعتبارها دولة مستوردة لضبط العجز والدين العام المتراكم.