اشار سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا، الى ان ملف جرود عرسال فتح من جديد بعد أن تعاظم القلق من هجوم وشيك للجماعات التكفيرية على منطقة البقاع . المعلومات الصادرة من الجهات الأمنية تشيير إلى جهوزية هذه الجماعات ، وإلى أعدادها التي تضاعفت ، وإلى تقدم آليات التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي. وهذا ما دفع الجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراءات احترازية وضربات استباقية تحسباً لمخاطر أعظم. هنا نؤكد مرة أخرى على مسؤولية كل اللبنانيين في الدفاع عن بلدهم ، ودعم الجيش بكل الوسائل المتاحة لذلك أن سيطرة الإرهابيين وتمددهم إلى قرى البقاع سيسبب كارثة كبرى على الوطن بأسره. فهؤلاء المجرمون لن يتورعوا عن ارتكاب المجازر بحق المسيحيين والمسلمين وستدمر الكنائس والمساجد على حد سواء.كما رأينا ذلك في الموصل والحسكة والرقة ، ولن تسلم من أياديهم الآثار التاريخية كما حصل بالأمس في الموصل ، فقد دمر هؤلاء الجهلة كنوزاً حضارية عمرها آلاف السنين.

ولفت الى ان هؤلاء لا يفقهون من الدين شيئاً ، ولا مشاعرهم مشاعر إنسانية ، ولا عقولهم تهضم الثقافة والفكر ، ولذلك يلجأون إلى هذه الممارسات التي ذكرتنا بالتتار والمغول عندما كانوا يدخلون على المدن فيحرقون المكتبات ويقتلون العلماء والفقهاء لذلك لو تخلى المسؤولون عن الدفاع عن الوطن وحرماته وتراثه فإننا جاهزون وحاضرون ولو قاتلنا بأظافرنا وأسناننا فقط ، وكما وقفنا ندافع عن أرضنا في وجه الإرهاب الصهيوني سنقف في وجه الإرهاب التكفيري مهما بلغت التضحيات.