دعا العلامة السيد ​محمد علي الحسيني​ "اللبنانيين الى التكاتف للذود عن وطنهم ودفع شبح الوصاية الأجنبية عنه في ظلّ تدهر الأوضاع الأمنية والسياسية وافتقاد المؤسسات الرسمية للقدرة على المبادرة"، مؤكداً أنّ "الحياة السياسية في لبنان للأسف معطّلة بالكامل في ظل فراغ رئاسي متعمّد، وغياب المجلس النيابي الفاقد للشرعية والممدد لنفسه. وإذ يبقى مجلس الوزراء السلطة التنفيذية الوحيدة القائمة في لبنان، يبقى كذلك من دون فعالية حيث لم يعقد أي جلسة له منذ اسبوعين وفي حال تمكن من عقد الجلسة فإنّه لايسطيع إتخاذ أي من القرارات بفعل التجاذبات والانقسامات السياسية القائمة. وبالتالي، فإنّ سلطة الدولة اللبنانية عملياً هي سلطة مجمّدة و عاجزة عن الأخذ بزمام المبادرات التي يحتاجها وطننا حالاً".

واوضح السيد الحسيني في حديث اعلامي "نحن ندعو دولة رئيس مجلس الوزراء تمام صائب سلام للعمل على السير بالخطوات الضرورية ومن خلال قرارات إستثنائية بغية إنقاذ ما تبقى من مؤسسات في لبنان قبل إنهيار النظام السياسي بالكامل. ونشدّ على يده للتمسك بالدستور اللبناني وبوثيقة الوفاق الوطني باعتبارها مرجعاً أساسياً لضبط العمل المؤسساتي. ولبنان الرسمي مطالب في الوقت الراهن أن يُشعر المجتمع الدولي بحقيقة الوضع السياسي المهترىء وضرورة دعمه دولياً على جميع المستويات. ونحن هنا نتخوّف من أن يفقد لبنان الأهلية السياسية ويتحول الى ما يوصف بالقانون الدولي بأنّه "دولة فاشلة" Failing State لا سمح الله، ما سيضعه بطبيعة الحال تحت الوصاية الأجنبية ويزيد من حالة التشرذم القائمة".

وناشد الحسيني اللبنانيين "ليكونوا على قدر المسؤولية الوطنية وليبادروا الى بذل كل طاقاتهم، وخاصة المجتمع المدني منهم، لانقاذ الوطن اللبناني من الغرق بكل من فيه. فالتحرك الفوري هو لزام في هذه الظروف حيث على النوايا الحسنة التي يكتنزها الشعب اللبناني أن تنضح جهداً ميدانياً وحركة دؤوبة منعاً للفتن وحفاظاً على السلم الأهلي والعيش المشترك بين العائلات الروحية اللبنانية ".