الرئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​ يقول إنّ أيّ تهديد لامن الخليج العربي هو خط أحمر "ولن نسمح بتهديد امن الخليج لان امن الخليج يدخل في صلب امن مصر القومي".

بالتاكيد ان الرئيس المصري كان يقصد ايران من خلال الوضع المتفجر في اليمن واحتلال الحوثيين لاكبر المدن اليمنية. لكن دعونا نسأل، لماذا اعتبر امن الخليج العربي خطا أحمر بالنسبة لمصر؟ وماذا عن امن سوريا، الم يكن هذا البلد العربي الركيزة الاساسية والشريك الاكبر والرافعة لامن مصر القومي وللوطن العربي؟

وماذا عن لبنان والاردن وفلسطين والعراق وليبيا وتونس والسودان؟ اليست الخارطة الجغرافية والحدود المشتركة مع تلك الدول اقرب الى مصر وامنها القومي من امن الخليج العربي؟ هل هناك ترتيب لحلف سعودي مصري تركي جديد؟

ولو عدنا بالذاكرة للحفاوة اللافتة التي حظي بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال استقباله في العاصمة السعودية الرياض والاجتماع المغلق بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورجب طيب اردوغان لفهمنا ان اتفاقا غير معلن بين الرجلين قد تم بالفعل وان المقصود بهذا الاتفاق هو ايران.

وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لفت في تصريحه الاخير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في الرياض واعلن فيه عن نية مجلس التعاون الخليجي باتخاذ قرارات حاسمة في حال لم يتم التوصل الى اتفاق لحل سلمي باليمن، ومن غير المسموح ان تحصل ايران على صفقات لا تستحقها.

تصريح الفيصل جاء بعد تصريح لمساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية حسين امير عبد اللهيان قال فيه ان على مجلس التعاون الخليجي دعم الحوار اليمني اليمني وان يبتعد عن عرقلة هذا الحوار.

برأينا المتواضع ان تلك القرارات المزمع اتخاذها من قبل مجلس التعاون الخليجي هي الطلب الى السيسي ارسال قوات وخبراء من مصر وربما من باكستان وبمساعدة اميركية بهدف وقف زحف الحوثيين تماما كما فعلت ايران بالعراق بالتفاهم مع الاميركيين اذ استطاعت وقف زحف "داعش" في تكريت والانبار ومحافظة صلاح الدين ومن غير المستبعد طرح بند تفعيل الامن العربي المشترك في القمة العربية المقبلة في 28 و29 من الشهر الجاري بشرم الشيخ.

لا ننسى الاستثمارات التي تجاوزت المئة مليار دولار التي فازت بها مصر من خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي مؤخرا.

اللافت ان الاستثمارات جاءت بعد تسريب تسجيل صوتي من مكتب السيسي تتضمن نقدا لاذعا لحكام الخليج.

هذا الدفق بالاستثمارات جاء بهدف اغراء مصر وكبح جنوحها نحو روسيا وحلفائها بالمنطقة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة الشهر المنصرم واستقباله بحفاوة بالغة معلنا عن استعداد روسيا لتقديم كل اشكال الدعم العسكري والاقتصادي لمصر.

ايضًا ان نتائج او اغراءات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي هي رسالة واضحة من السعودية لمصر مفادها بضرورة وقوف مصر الى جانب السعودية لمواجهة النفوذ الايراني المتصاعد بالمنطقة والمترافق مع قرب التوصل لابرام اتفاق ايراني اميركي حول البرنامج النووي الايراني.

ايران التي تستأنف مباحثاتها مع الغرب بشأن ملفها النووي الخميس المقبل فهمت الرسالة وهي بالتاكيد لا ترغب بتجاوز الخطوط الحمراء، فهل سنشهد تراجعا حوثيا في اليمن ام ان العلاقات الايرانيه المصرية نحو التأزم؟

تمنينا لو ان الرئيس السيسي اعتبر امن سوريا هو الامتداد الطبيعي لامن مصر القومي.