أهاب ​المجلس العام الماروني​ بكل القوى السياسية المعنية بـ"إنتخاب رئيس جديد للجمهورية لئلاّ تبقى البلاد ميتّمة من راعي الدستور والساهر على الإنضباطية والإنتظام بين كافة المؤسسات، وعلى رأسها الحكومة، التي ما انفك رئيسها تمام سلام يطالب في مطلع كل جلسة وزارية بإنتخاب رئيس لتستقيم أوضاع السلطة الإجرائية، لأن الشغور الرئاسي أصبح يتهدّد بشغور القيادات العسكرية والإدارية على أبواب نهاية خدماتها وسط مخاطر متعاظمة على الحدود الشرقية والجنوبية في خضم من التفاعلات الأمنية الخطيرة في المنطقة".

ولفت إلى انه "في غياب الرئيس عن سُدّته، أصبح معيبًا أن ينتظر السفراء المعتمدون الجدد الفرصة لتقديم أوراق إعتمادهم والقمم العربية تفتقد بدورها مشاركة رئيس الجمهورية في أي مؤتمر"، وسأل "أفلا يكفي المسيحيين تخبّطهم في الأوضاع المأساوية التي يواجهونها في دول الجوار وآخرها إخضاعهم لفرض الجزية على يد داعش بسوريا ومعاملتهم كأهل ذمة بقوة السلاح؟".

فإن مجرّد غياب الرئيس المسيحي الأوحد في الشرق يُعَد إنتقاصًا لحق المسيحيين التاريخي في أرضهم على يد أغراب مستقدمين في معظمهم من أصقاع الأرض ويدّعون الإسلام بشعارات مخالفة لكل شرائعه بإعتراف الأزهر، المرجع الأكبر في هذا المجال.

وأشار إلى انه "حتى لا تبقى الرئاسة المسيحية الوحيدة في الشرق رهينة المقادير الإقليمية والدولية وتتحوّل "ذمية" أو تأتي جائزة ترضية لحسابات خارجية على حساب لبنان وفرادته التي يتميّز بها عن أي دولة عربية كموئل حريات وممارسة ديمقراطية، لا بد من وقفة عزّ للكرامة الوطنية ولميثاقية العيش لإنقاذ لبنان من الفراغ القاتل الذي يستدرج التدخّلات الخارجية"، مشددا على ان " إنّ أي تأخير عن هذا النداء الوطني هو بمثابة طعنة نجلاء في الموقع المسيحي الأول وفي المناصفة التي إرتضيناها بملء قناعاتنا وإرادتنا بالعيش على قدم المساواة والتوازن بحسب ما نصّ عليه الدستور والعرف التاريخي والعراقة الديمقراطية التي أصبحت "مضغة" لسان.

وأخيرًا، ألا تكفينا دعوات غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي بُحّ صوته وتأثّرت صحّته، وهو يطالب الجميع بالإمتثال لواجب الإنتخاب. وأفلا يكفي أن رأس السلطة التشريعية الرئيس نبيه بري ومعه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يلحان دومًا على تلبية هذا الواجب الدستوري لإنقاذ الصيغة وركيزتها الأساسية في البلاد؟!