أكد السيد علي فضل الله خلال خطبة صلاة الجمعة بمسجد الامامين الحسنين في حارة حريك، أنه أقفل الأسبوع الماضي على انفجار الوضع اليمنيّ، من خلال ما جرى في اليمن من تدخّل عسكريّ، مشيراًة الى أن الأحداث في هذا البلد بلغت مرحلة خطيرة يُخشى من تداعياتها على الصّعيد الداخليّ، حيث الانقسام بين مكوّنات الشعب على المستوى المذهبي والديني والقبلي والمناطقي، وعلى الصّعيد الخارجي، حيث يشتدّ الصّراع الإقليميّ والدّوليّ، والّذي بات اليمن إحدى ساحاته.

وأوضح السيد فضل الله، "أننا لا نرى في التدخل الخارجي الذي حصل، ومهما كانت مبرراته، حلاً للأزمة، بل إنّه سيزيدها تعقيداً وتفاقماً، وسيساهم في زيادة شعور الفئات التي ترى نفسها مهمّشة، بالقهر والغلبة، وفرض أمر واقع عليها لا تريده، ما قد يدفعها إلى خيارات غير محسوبة، سيساعد عليه حمى الصراع الإقليمي الدائر"، مشدداً على ضرورة الخروج سريعاً من هذا الخيار العسكري، لكونه يؤدّي إلى المزيد من الانقسام وسقوط الدماء البريئة، وسيدخل المنطقة في حالة من الاستنزاف الذي تعانيه البلدان العربيّة0 والإسلاميّة في مقدّراتها وإمكاناتها، مشيراً الى انه ولن يستفيد من ذلك إلا العدوّ الصّهيونيّ والجهات التكفيريّة، الَّتي تتغذى من أيّ صراع داخليّ أو خارجيّ لتزيد قوّتها.

ولفت الى أن الحلَّ في اليمن لن يكون إلا بعودة مكوّنات هذا البلد إلى الحوار فيما بينهم، في ظل رعاية تأخذ بالاعتبار هواجس الجميع وما يشعرون به من غبنٍ وتهميشٍ وخوف، للوصول إلى بناء دولة عادلة يشعر فيها الجميع بالمواطنة، ولا تميّز بين منطقة ومنطقة، أو بين مذهب وآخر، مشيراً الى أن هناك حاجة للخروج من حالة الاستعداء بين الدول العربيَّة والإسلاميَّة، بحيث تُقام الأحلاف وتجيّش الجيوش تحت عنوان مذهبيّ أو طائفيّ، أو ضد هذا البلد العربي أو ذاك الإسلامي.

وشدد فضل الله على "أننا نريد للعالم العربيّ والإسلاميّ أن تبقى وجهته واحدة، وهي مواجهة أعدائه الحقيقيين، وهم العدو الاسرائيلي وكلّ الّذين يسيئون إلى ثروته وتاريخه وقيمه.، مشيراً الى "اننا كم كنّا نتمنّى لو أنّ هذه القوّة الّتي رأيناها، والحشد الذي شهدناه، قد سُخِّر لمواجهة العدوّ الصّهيونيّ الّذي لا يزال يعبث بأمن هذا العالم وبمقدّساته".

وأشار الى أن في لبنان لا يزال موقع رئاسة الجمهوريَّة شاغراً، إضافةً إلى تعطيل المجلس النيابيّ وما يتبع ذلك من تأثيرات سلبيَّة في مصالح الدّولة والمواطنين، وصولاً إلى عدم المعالجة الجادة للمشكلات الأساسيَّة في مجلس الوزراء، والتي تتصل بالخلافات حول الصّيغة المناسبة لآلية القرار، في الوقت الَّذي يعاني البلد اهتزازاً أمنياً على حدوده الشرقية، واستباحة العدو الصّهيونيّ لسمائه، وما يستتبع ذلك من رسائل وما يجري في محيطه من تجاذبات نخشى أن تؤثّر في الهدوء النّسبيّ الّذي تنعم به السّاحة اللبنانيّة، داعياً إلى الإسراع في تعزيز الاستقرار الأمنيّ والسياسيّ، عبر معالجة كلّ الملفّات المطروحة بروح مسؤولة، بعيداً عن كلّ الحسابات الخاصّة أو الطائفيّة أو المذهبيّة، فالوقت ليس وقت تصفية الحسابات، بل وقت حفظ وحدة الوطن وحمايته، مشدداً على "أهمية استمرار الحوار الجاري وتفعيله، حيث يتعرض هذا الحوار لهزات مستمرة مع ثقتنا بصموده".