رأت أوساط دبلوماسية في حديث لـ"الديار" ان "الحوارات الداخلية الجارية، وإن كانت تتعرّض للهزّات مع بعض المواقف المتناقضة من قبل "حزب الله" من جهة، و"تيّار المستقبل" من جهة ثانية، إلاّ أنّها تبقى هي المطلوبة وبإلحاح في المرحلة الراهنة، على أمل التوصّل الى تحقيق التقارب في وجهات النظر، ما قد يؤدّي بالتأكيد الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ لا يجوز بقاء كرسي الرئاسة شاغراً لأكثر من عام، والإعتياد على هذا الوضع السياسي الشاذ".

وحبّذت الأوساط استمرار الحوارات المسيحية- المسيحية، كما الإسلامية- الإسلامية، خصوصاً لأنّها تناقش مواضيع خلافية عدّة، ولأنّ النقاشات غالباً ما توضح الرؤيا والنوايا، وتؤدّي الى معرفة هواجس كلّ فريق، والى معالجة الخلافات بعيدا عن الرهان على دول الخارج، والإصطفاف الى جانبها في وجه الجهات الداخلية الأخرى. أمّا الذين يربطون مصير لبنان، بما سيحصل هنا أو هناك، فعليهم الإنتظار طويلاً لأنّه لا حلول سريعة وآنية للمشاكل الناشبة في دول المنطقة، ولهذا فإنّ السياسيين مدعوون الى لبننة الإستحقاقات، وعدم ربط مستقبل البلاد بمسارات أخرى، وإلاّ فإنّ انتخاب الرئيس لن يحصل لا خلال الأشهر المقبلة ولا خلال سنة أو أكثر، كما أنّ التمديد الثالث للمجلس النيابي سيصبح واقعاً، وستبقى الحكومة تصرّف الأعمال الى أجل غير مسمّى".