أشار الأمين عام المنظمة الأوروبية للأمن والمعلومات السفير ​هيثم ابو سعيد​، الى أنّ "إسرائيل التي إشترت أراضٍ شاسعة بين تلعفر والموصل عن طريق رجال أعمال يهود من أجل القيام بأعمال تجارية خصوصاً في مجال النفط ومشاريع جرّ المياه إليها وغيرها من المواضيع أبان غزو العراق مع حلفائها من أجل إطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين لم يجديها نفعاً، خصوصاً فشلها في إعادة تنشيط أنابيب الضخ النفط الخام من كركوك إلى حيفا"، لافتاً الى أنها "نجحت في الإستفادة من تنشيط معبر أوفاكوي بين تركيا والعراق الذي يضخ النفط الخام إلى المتوسط عن طريق "تاليك" إلى ميناء "جيهان" التركية بعد توقّف العمل أصبحت بأنابيب ضخ النفط إلى المتوسط من كركوك إلى بنياس. وهذا الخط التركي يعود عليهم بالفائدة بشكل غير مباشر نظراً لوجود عدد هائل من العائلات الإسرائيلية في تلك المنطقة التي تصل إلى "تلعفر"، وما تقاطع المطلب بإنشاء دولة كردية في الشمال بعد أن أقدمت إسرائيل على نقل يهود أكراد من فلسطين إليها وشرائها الأراضي إلاّ في هذا الصدد".

ورأى ابو سعيد في بيان، أنه "بالنسبة لإسرائيل فإنّ تشغيل خط كروك- حيفا هو الغاية في تهاية المطاف، ولإنجاح هذا المخطط الإسرائيلي كان لا بدّ من خلق حالة فوضى عارمة في تلك البقعة في الشمال. من هنا تقاطعت الجهود بين الأجهزة الأميركية والإسرائيلية من أجل جعل هذه المنطقة في حالة فوضى عارمة عرضةً للتجاذبات السياسية والعسكرية وتُعتبر عندها منطقة نزاع عسكري طائفي وإثني لتأخذ وجه نزاع مباشر بين الأكراد من جهة وإيران وسوريا من جهة ثانية، وبداية المشروع تجسّد فيما سُمّي "الربيع العربي" الذي بشرت فيه وزيرة خارجية أميركا في 2006 وسمّتها الفوضى الخلاقة بعد فشل مشروع إسرائيل في القضاء على آخر معقل المقاومة "حزب الله" كما سمّتها، كما سبق ذلك عملية عسكرية أميركية و حلفائها في 2003 و 2005 حين تمركزت وحداتهم العسكرية قرب محطات ضخ النفط H1 وH2 تحت حجة ضرب أبو مصعب الزرقاوي بين منطقة "حديثة" والأردن، ولاحقا عملية عسكرية جوية قرب القائم وشمالاً على خط يوصل الموصل وتلعفر وسنجار وكل هذا يدخل في إطار إعادة تنشيط خط ضخ النفط الخام من كركوك إلى "حيفا".

وأضاف: "أخذت إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأميركية والحلف آنذاك ضمن حسابات مختلفة لهذه الجهات فكرة خلق المجموعات التكفيرية ذات لون إسلامي من أجل القيام بهذا الدور على أن تكون تلك القوى تحت سيطرة أجهزتها الأمنيةً، فكان بدايةً إنشاء ما يُعرف اليوم بالدولة الإسلامية في العراق والشام تحت راية "الزرقاوي". تولّت هذه المجموعات المموّلة من بعض دول عربية وخليجية وتركيا برغم أن المشروع آنذاك يهدف إلى تقليص دور تركيا الإقتصادي مع دول المتوسّط، وقد يكون ذلك لعدم إدراكهم بالمشروع آنذاك التكفّل بضرب خطوط النفط الممتّدة من كركوك إلى ميناء جيهان التركية بحيث تصبح عملية نقل النقط إلى الدول المتوسط عملاً صعباً ومكلفاً. وبالموازاة تعمل تلك المجموعات على خلق الفوضى في هذه البقعة الجغرافية وضمان تنفيذ المخطط من أجل تعطيل كل هذه الخطوط لإعادة تشغيل خط كركوك حيفا".

وأوضح ابو سعيد انه "وبعد إتضاح الرؤية وفشل المشروع قد نرى بعض التغييرات في المواقف التركية تجاه بعض قضايا المنطقة، سيما أن الولايات المتحدة أدركت يقيناً أنّ هذا المشروع قد بات في عداد التاريخ، وأنه لا بدّ من إجتراح حلول التي تحفظ كل المصالح في المنطقة بما في ذلك مصلحة إسرائيل في البقاء والإستفادة من الموارد الحيوية حتى لو إضطرت إلى تقديم تنازلات كبيرة ومنها الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وما "إلتفاتة الجمل" السياسية التي قامت بها أميركا في المنطقة إلاّ من هذا القبيل رغم عدم وجود إتفاق شامل بينها وبين إيران على بقايا الملفات العالقة في المنطقة".

واعتبر ابو سعيد إنّ "السياسة الأميركية المبنية على حسابات في الداخل المجتمع الأميركي لا سيما وأنها على باب الإنتخابات الرئاسية حيث يسعى الديمقراطيون ضمان وصول أحد أعضائهم، ستعيد إنتهاج خطاب الرئيس أوباما لولايته الثانية بضمان عدم الإنزلاق مباشرة في أي عمل عسكري وعدم إعطاء المعارضات المسلحة سلاحاً نوعياً قد يشكّل خطراً على المصالح الجديدة، كما أنّ توقيع الإتفاق مع إيران حول مشروعها النووي قد أقفل باب القلق المزعوم على المجتمع الأميركي بكل جوانبه والتي تروّج له دوائر "الإيباك". وسنشهد تغييرات في السياسات الخارجية لإميركا تجاه حلفائها التقليديين قبل أن تنهار أنظمتهم".