اشارت "الاخبار" الى ان الخطّة الأمنية في الضاحية الجنوبية تنطلق فجر اليوم، ورغم الانتقادات التي سبقت بدء تطبيق الإجراءات، نتيجة الإعلان عن التوقيت ما يزيل عنصر المباغتة ويسمح للمطلوبين بالتواري، يُعطي المتابعون لتنفيذ الخطة بعداً سياسياً أكثر منه أمنياً لناحية توقيتها. إذ إنها تأتي في ظل المواجهة الإعلامية المستعرة بين حزب الله وتيار المستقبل على خلفية أحداث اليمن. وهو ما عدّه متابعون رسالة من حزب الله يؤكّد فيها أنه، رغم الاتهامات النارية المتبادلة بينه وبين تيار المستقبل، فإنه "ملتزم إرساء الاتفاق الأمني الذي جرى التوصل إليه خلال جلسات الحوار الثنائي في عين التينة". كذلك فإنها تمثّل "رصيداً إضافياً" لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يواجه حملة كبيرة تقودها ضدّه شخصيات من داخل تياره السياسي بسبب الإجراءات التي اتخذها بحق الإسلاميين في سجن رومية، "وهو، بتنفيذ الخطّة في الضاحية بموافقة الحزب، يؤكّد أنه يسير في تطبيقها بالتساوي في جميع المناطق".

مصادر حزبية في الضاحية أكّدت ان الخطة "محل ترحيب من اهل الضاحية والاحزاب ذات الثقل الشعبي فيها، وعلى رأسها حزب الله وحركة أمل". وشددت على انها "تستهدف بالدرجة الاول تعزيز الامن لأهل الضاحية، من خلال ملاحقة المطلوبين بجرائم المخدرات والسرقة والتزوير وغيرها". ولفتت الى أن الخطة ستشمل الضاحية وبيروت لمدة أسبوع. "لكن العمل الأمني عمل مستمر ويومي. والدولة موجودة في الضاحية دائماً، وربما كانت هذه أكثر منطقة في لبنان فيها وجود للجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام، وهو ما يظهر جلياً من خلال الحواجز الكثيرة للاجهزة الامنية والعسكرية". وفي رأي المصادر، "يجب ألا تكون الضاحية وبيروت استثناء بعدما شهدت معظم المناطق الاخرى تطبيق خطط امنية أخرى".

وعن الضمانات بألا يكون مصير خطة الضاحية شبيهاً بمصير خطة البقاع التي يرى وزير الداخلية أن نتيجتها مخيبة للآمال، ترد المصادر بالقول: "خطة البقاع لم تفشل، إذ أُوقف عدد كبير من الموقوفين، وتأمن حضور إضافي للدولة في منطقة البقاع، وانخفض عدد الجرائم في المنطقة، وبخاصة جرائم سرقة السيارات والسلب. لكن الاجهزة الامنية لم تتمكن من توقيف المطلوبين البارزين الذين فروا من المنطقة قبل انطلاق الخطة بعدما حُدّد موعد بدء تنفيذها علناً". وأكّدت المصادر ان "من واجب الأجهزة الامنية العمل على توقيف هؤلاء المطلوبين. فالجهد الاستعلامي يجب أن يتكثف لتوقيفهم، وهم لن يستمروا بالتخفي إلى ما لا نهاية". وشددت على أن القوى النافذة في الضاحية لا يعنيها من سيستفيد سياسياً من الخطة في بيروت والضاحية، بقدر ما يهمها استفادة أهل المنطقة من تعزيز الأمن فيها.