لفتت مصادر مقربة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​، الى أن "استعادة العلاقة مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مرتبط بمدى تطوّر علاقته بالسعودية، خصوصاً وأن اللقاءات التي قام بها جنبلاط خلال زيارته إلى جدّة للتعزية بالأمير الراحل سعود الفيصل، كانت باردة و عادية مع من التقاهم من المسؤولين السعوديين".

وأكدت المصادر لصحيفة "الديار" أن "العلاقة بين جنبلاط و"حزب الله" قائمة من دون أي إشكالات، والتواصل ساري المفعول بين جنبلاط ورئيس وحدة الإرتباط في "حزب الله" الحاج وفيق صفا، الذي تربطه علاقة وطيدة بجنبلاط"، مشيرة الى أنه "في الآونة الأخيرة لوحظ تخفيف اللهجة الجنبلاطية التصعيدية تجاه الحزب، وذلك جراء قراءة جنبلاط للمسار الإيراني في المنطقة بعد توقيع الإتفاق النووي بين إيران والدول الست".

وأوضحت أنه "بدأ يظهّر دور النائب غازي العريضي من خلال بعض المحطات، حيث اصطحبه أثناء جولته في مطار بيروت الدولي بغية رد الإعتبار له على خلفية الحملات التي طاولته في قضايا هدر وسمسرات، إضافة إلى فضيحة نفق المطار، وما جرى في وزارة الأشغال"، مضيفة: "تلك طريقة جنبلاطية يعتمدها في هكذا محطات، على الرغم من وجود امتعاض واستياء في صفوف قيادات الحزب والمحازبين".

ورأت المصادر أن "جنبلاط يسعى جراء السياسة التي يعتمدها والدور الخجول الذي بدأ يعطيه للعريضي من أجل تكليفه بدور أكبر على مستوى العلاقة مع إيران، وبالتالي، فإن إشادة وزير الأشغال السابق بطهران وموقعها ودورها لم يأتِ من فراغ، وما يريح جنبلاط أن العريضي لم يدخل في أي مواجهات لا مع إيران أو مع النظام السوري أو مع "حزب الله" بخلاف الوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب وغالبية قياديي الحزب الإشتراكي"، معتبرة أن "جنبلاط يتحسّب للمرحلة المقبلة، وما تحمله من متغيّرات بعد توقيع المجتمع الدولي الإتفاق النووي مع إيران".

وأشارت الى أن "جنبلاط العائد من فرنسا، قد سمع كلاماً غير مطمئن من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشأن الوضع في سوريا، وما يزيد قلق زعيم المختارة هو تخلّي التحالف الدولي عن المعارضة السورية، وتحديداً في الزبداني، إضافة إلى خفض عدد عناصر "الجيش السوري الحر" الذي أقرّ تدريبها من قبل واشنطن وتركيا إلى أقلّ من النصف"، معتبرة أن "كل هذه الهواجس ربما ستعيد جنبلاط إلى تموضع جديد، وعلى هذا الأساس بدأ يعيد دور النائب العريضي الذي أحرق أوراقه مع سعد الحريري ومع العربية السعودية ودول الخليج بعد الإنقلاب على حكومة الحريري، وأيضاً من خلال تحليلاته التي تحمل انتقادات لاذعة للرياض والعرب، وتطاول تيار "المستقبل".