يُراقب المرشحون الرئاسيون والذين باتوا يُعَدّون على أصابع اليد الواحدة وبالكثير من الاهتمام المستجدات المتسارعة في الميدان السوري ودخول ​الأزمة السورية​ مرحلة جديدة أكثر تشويقا بعد اقتحام الروس المشهد العام. ويُدرك هؤلاء جيدا ان اي خرق لن يحدث في الملف الرئاسي اللبناني قبل تبلور الصورة في سوريا والدور الروسي وما سيحققه في الاسابيع المقبلة.

وتتجه الأنظار الى منتصف شهر كانون الأول أي قبيل رأس السنة الجديدة حيث من المتوقع أن تكون الظروف نضُجت للسير بحل سياسي للأزمة السورية يواكبه حل للأزمة الرئاسية اللبنانية نظرا للارتباط الوثيق بين الملفّين. وتقول مصادر مطلعة في هذا الاطار، أنّه لا يمكن رصد اي متغيرات على الساحة اللبنانية او السورية او اليمنية قبل النصف الثاني من شهر تشرين الثاني المقبل، خصوصًا وأن الأمور تعقدت كثيرا في الآونة الأخيرة وتم خلط الأوراق التفاوضية بعد القرار الروسي الأخير بالمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا.

ولم يعد خافيا على أحد أن الرئيس الفرنسي ​فرنسوا هولاند​ قرّر تعليق زيارته الى لبنان بعد تعثر الملف الرئاسي الذي كان من المتوقع ان يشهد خرقا كبيرا بعد ​الحراك المدني​ الذي ترافق مع انعقاد ​طاولة الحوار​ الوطني وممارسة ضغوط دولية بهدف احراج رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون واجباره على تقديم تنازلات في ملف يمسك به بعناد منذ أيار 2014. الا أن تسارع المستجدات على الجبهة السورية وتطور الأوضاع لمصلحة حلفاء العماد عون، جعله يتمسك بالرئاسة أكثر من أي وقت مضى. وينقل عنه زواره أنّه بات أقرب الى قصر بعبدا اليوم وأبعد ما يكون عن الاستسلام وتقديم الرئاسة على طبق من فضة الى اي مرشح سواه.

ولا تزال الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على حد سواء تسلّمان ملف الرئاسة اللبنانية الى الراعي الفرنسي، وسيكون هولاند أول الواصلين الى بيروت بعد اتمام تسوية الرئاسة خلال الاشهر القليلة المقبلة لمباركة الاتفاق الذي يُعمل وبجهد على ان يُعقد هذه المرة في العاصمة اللبنانية وليس في اي عاصمة عربية أو غربية أخرى.

وقد سيطر الفراغ الذي يشهده لبنان على رأس السلطة خلال اجتماع الجمعية العمومية في ​الأمم المتحدة​، اذ كشفت مصادر معنية عن صعوبات عدة واجهها الوفد اللبناني في تحديد مواعيد مع قادة الدول، ولمس عدم اكثراث دولي بلبنان باعتبار أن غالبيّة الملفات التي تم التطرق اليها مع المسؤولين اللبنانيين هي ملفات مرتبطة بشكل مباشر بالأزمة السورية، وأبرزها ملف اللاجئين وقتال "حزب الله" في سوريا.

وبانتظار ما سيؤول اليه المشهد السوري، ينصرف المعنيون في الداخل اللبناني الى جوجلة الأسماء المرشحة للرئاسة، ويبقى عون والوزير السابق ​جان عبيد​ في مقدمتهم والأكثر حظوظا بينهم في ظل معلومات عن اتساع دائرة مؤيدي رئاسة عبيد للجمهورية بين الكتل الرئيسية في البلاد، وحديث مصادر متابعة عن أسماء مستترة قد يتم رفع الستارة عنها مع اقتراب موعد الانتخابات.