يقول اصدقاء الرئيس ​ميشال سليمان​ انه ببندقية تفتقد إلى الذخيرة يقاتل سليمان وبذخيرة وافرة تفتقد للبندقية يحارب بها العماد ميشال عون. الأول نجح في الهجوم وفي عرقلة المشاريع لخصمه العماد عون. رغم الأسلحة غير المتكافئة على الصعيد النيابي وكلها لصالح عون فإن سليمان امتلك الحصة الوزارية الوازنة المعطلة وأطاح بالتمثيل النيابي الواسع للعماد عون وشكل له العقدة المسمار في التسويات التي يبتدعها أهل النظام فيما بينهم للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

هذه هي أحوال الرئيس السابق حيث يروج له الأصدقاء بمزيد من الراحة والاطمئنان قائلين بأن السنة السوء التي خرجت من اوكارها لتبث السموم والأخبار المشينة ضد سليمان سوف ترتد عليهم. وبأن اية تسوية خلافا للقانون لن تمر خصوصا ان اللقاء التشاوري سيكون لها بالمرصاد.ف «التشاوري» يضيف الأصدقاء بات مدججا بالقناعات لدى حزب الكتائب والوزراء الوسطيين 'حرب وفرعون،وبأن الحلول فصلت ورتبت لخدمة الأشخاص ولا علاقة لها بالمؤسسات الدستورية ولا بالفراغ الرئاسي ولا بالإحباط المسيحي. وعليه يؤكد الأصدقاء بأن الرئيس سليمان ابن المؤسسة العسكرية سيقاتل حتى الرمق الأخير لمنع وضع التسويات موضع التنفيذ. كما أن قراره لا يرتبط إقليميا بأية دولة كما هي أحوال معظم الأفرقاء على الساحة السياسية. فالرئيس سليمان العائد حديثا من باريس بعد لقاء نوعي مع الرئيس فرنسوا هولاند اكتشف ان المجتمع الدولي ينتظر ويتوقع من اللبنانيين أخذ المبادرة لانتخاب رئيس. كما أن سليمان اطلع على محضر اللقاء الذي جرى مع البطريرك الراعي والرئيس الفرنسي حين استوضح الأخير من ضيفه الراعي عن الرئيس القوي وعن مواصفاته. سائلا اياه: هل انتم في نظام الحزبين؟ ام في النظام البرلماني؟ فأتمنى عليكم تصحيح هذا الأمر والعودة إلى البرلمان لانتخاب رئيس. اذا، يقول اصدقاء سليمان: نحن نخوض معركة الاستحقاق الرئاسي بالعنوان الوطني ونرفض تسوية الترقيات إلا من خلال عمل المؤسساتي، بينما الآخرون عون وحلفاؤه قرروا خوض المعارك في سبيل تحقيق المصالح الشخصية الضيقة، والانكى انهم يرفعون الشعارات الوطنية في سبيل تحقيق أهدافهم الضيقة. واكد اصدقاء سليمان ان اللقاء التشاوري لن يهادن في هكذا استحقاقات ولن يرضخ لرغبات الأفرقاء السياسيين في قوى 8 و14 آذار حيث يتقاسم الإثنان قالب الجبنة من دون العودة إلى الدستور علما ان البعض اثر الوقوف على الحياد في هذه المعركة متسلحا بورقة النوايا، والبعض الآخر يمرر للخصوم كي يمرر لهم هؤلاء في المقابل. فإذا كان تيار المستقبل يرغب ويريد التسوية لغاية في نفس يعقوب وفي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي فهذا شأنه. أما نحن الوازنون في التصويت الوزاري لن ندع التسوية الهجينة أن تمر لأن المؤسسة العسكرية هي فوق كل اعتبار وبالتالي وليست مطية لأي فريق سياسي.

لكن في المقابل تسأل الأوساط المطلعة في 8 آذار عن التماسك الظرفي بين المكونات السياسية في اللقاء التشاوري. وهل سيدوم الوفاق والاتفاق بين الكتائب والفريق الوزاري للرئيس سليمان. وهل يقاوم الوزير بطرس حرب التسوية إذا حصلت بين تيار المستقبل و8 اذار؟ خصوصًا أن حرب شغل حقيبة الإتصالات التي كان يشغلها خصومه العونيون بمساع ودعم من تيار المستقبل. كما أن الأوساط ذاتها تسأل إلى أي مدى يستطيع الوزير الحناوي أن يبقى ويستمر في مواقفه السياسية الحالية علما ان «حكاية» الوزير الملك لسلفه لا تزال تحفر في ذاكرة الرئيس سليمان. وتضيف الأوساط لتطرح المزيد من الشكوك حول فعالية وجدوى اللقاء التشاوري الذي يضيع الوقت هباء في اجتماعاته المتنقلة بين اليرزة وسن الفيل حفاظا على التراتبية في البروتوكول الذي يلحظ المكانة للرؤساء السابقين. فتسال هذه الأوساط: أين سيقف الشيخ سامي إذا دعاه الرئيس نبيه بري لتلبية نداء التسوية. هل يستمر متحالفا مع سليمان ام ينتقل إلى حيث القطاف مضمون. كما أن الوزير مقبل الذي تحول فجأة الى فئة الصقور في مواجهة العماد عون هل يبقى «جارحا» ام تلين مواقفه إذا وضع الكبار التسوية على نار حامية وادخلوها إلى اليرزة للتطبيق؟ وتنهي الأوساط المطلعة بالقول: غدا لناظره قريب. وعندما تحين ساعة الإتفاق بين القوى الفاعلة فإن الجميع سوف يضبط ساعته على توقيتها وفي طليعتهم الرئيس سليمان وبطبيعة الحال الوزيرة أليس شبطيني.