نظّم المركز الإسلامي الثقافي وجمعية التعاون الخيريّة في بغداد، ندوة فكرية بعنوان "ولادة الحبيب المصطفى والوحدة الإسلامية"، شارك فيها العلامة السيّد علي فضل الله.

وتحدَّث ا فضل الله في بداية كلمته عن معاني هذه الذكرى، مؤكداً أنّ "الذين يحيون ذكرى ولادة الرسول، عليهم أن يحرصوا على أن يكون رسول الله حاضراً بكلّه في حياتهم، وأن يحرصوا على الوحدة بكلّ نفوسهم وعقولهم"، مشيرا الى أن "الرسول عمل منذ انطلق برسالته على تعزيز روح الوحدة، وأسَّس لوحدة إسلامية عنوانها الأخوة الواحدة الجامعة على قاعدة رابطة الأخوة الإيمانيّة، كهويّة مشتركة عابرة لكلّ الهويات القبليّة المتنازعة، فيما نحن نستغرق في الهويات الجزئية الطّائفيّة والمذهبيّة ونعتمد مبدأ التّمييز بين النّاس".

ولفت الى أن "رسول الله وعى ما يولّده الغبن والمظلومية من توهين لخطوط الوحدة، وكان يعمل بكلّ الوسائل لتكون العدالة منهجه، فلو تأمّلنا في كبار الموظفين والقادة وقادة الجيوش والسّفراء والقضاة، لرأينا أنهم كانوا من كلّ القبائل، ولم يكن التّمييز إلا على أساس الكفاءة والمؤهّلات"، مشددا على "أننا نريد أن نتعلَّم من نهج رسول الله كيف نحفظ أمن مجتمعنا واستقراره ووحدته، وإن لم نفعل، سوف نشرع أبواب بيوتنا لرياح السّموم وللّصوص والعابثين، فالفتنة لا تميّز بين هذا وذاك، والنّار تطاول الجميع، والكلّ يتحمَّل المسؤوليّة.. والحلول تأتي من الداخل، وذلك بخروجنا من شرنقة الطائفة والمذهب إلى رحاب الإسلام السّمح؛ إسلام الحبّ والتراحم".

وأكد أن "المطلوب لجان من الحكماء والمخلصين والعقلاء، لتشكيل خلايا تتابع الأزمة، وتحاصر الفتنة، وتزيل ألغامها الّتي يزرعها المصطادون في الماء العكر، وأن ينزل كلّ المخلصين، من علماء ومفكّرين وإعلاميين ومتطوّعين ملتزمين بنهج رسول الله الوحدويّ، إلى الأرض، للتفتيش عن أفضل الحلول التي تهدم المتاريس المذهبيّة وتطفئ النار".