رأى راعي ابرشية البترون المارونية ​المطران منير خيرالله​ ان "منطقة الشرق اوسطية تمر بظروف إجتماعية واقتصادية وسياسية دقيقة جدا"، متسائلا "ماذا حل بنا لنتراجع عن التزامنا لجبل لبنان المقدس الذي جعلنا منه معقلا للحريات واستقبلنا فيه كل مضطهد ومناشد للحرية في هذا الشرق؟ ماذا حل بنا لنتنكر للانجاز التاريخي النادر في تاريخ العلاقات بين الشعوب والأديان الذي حققه آباؤنا وقد تجرأوا في بداية القرن العشرين على خوض التجربة الإجتماعية والسياسية الفريدة من نوعها في العالم، أي الوطن اللبناني، الوطن الذي يجمع بين الأديان والطوائف والجماعات المتعددة في الحرية والمساواة والاحترام المتبادل؟ هم الذين ساهموا في تأسيس لبنان وطن الحريات، ولكنهم لم يحتفظوا به لهم وحدهم ولم يريدوه يوما وطنا قوميا للموارنة أو للمسيحيين؟".

وخلال احتفال اقيم بمناسبة عيد مار مارون سأل خير الله "ما هو دورنا وما هي مسؤوليتنا في دولة تسعى إلى إصلاح مؤسساتها فيما هي تعاني من فساد مستشرٍ وعجز اقتصادي متعاظم وتراجع سياسي متنام؟ وفي شرق تنشد شعوبه الحرية والديمقراطية والسلام فيما تسعى الحركات الأصولية إلى فرض سيطرتها بقوة السلاح والإرهاب؟".

متوجها الى الموارنة بالقول: "يا أبناء مارون، أنتم مدعوون أولا وآخرا إلى القداسة، لا إلى الرئاسة، في تاريخنا لم نكن يوما طالبي رئاسات، بل مشاريع قداسة، لان الرئاسات عابرة أما القداسة فهي حال من يتحد بالله، ونحن اليوم نحتاج، أكثر ما نحتاج، إلى قديسين لا إلى رؤساء وسلاطين، لا تخافوا يا أبناء مارون، أنتم أقوياء بمارونيتكم الأصيلة أكثر من مارونيتكم السياسية، وأنتم قادرون، مع اخوتكم المواطنين، مسيحيين ومسلمين، على إعادة بناء لبنان في دعوته التاريخية ورسالته الفريدة، ليبقى نموذجا في العيش الواحد بالحرية واحترام التعددية".