بين أمِّ مغتربٍ وأمٍّ مغتربة، ضاع ​عيد الأم​. فيأتي هذا العيد الذي تنتظره الأمهات، وهؤلاء الأمهات يبقين في حلم الوصال مع أبنائهن.

أغلب العاملات الأجانب في لبنان، ابتعدن عن أولادهن تاركين خلفهن قصصاً كثيرة وآلاماً كبيرة لن تلتئم إلا بعد اللقاء مع أغلى ما يملكنه.

تعرب "رانغي"، عاملة من أصول سيريلانكية، عن حزنها لابتعادها عن وطنها لمدة عشر سنوات، وعدم رؤيتها لأطفالها لأكثر من ثلاث سنوات، عازية السبب إلى "انني سافرت لتأمين الأموال اللازمة لأطفالي".

وتوافقها الرأي عاملة أخرى تدعى "بيانكا"، فترى أن أطفالها هم أغلى شيء في حياتها، معربة عن حزنها "لأنني وحيدة وبعيدة عن أهلي".

وتخفف تطبيقات الهاتف المحمول من حزن "رانغي"، فعبر "الواتس آب" و"الفايبر" و"السكايب"، تمكنت من اختصار المسافات وحاولت أن تكون أقرب إلى أولادها الثلاثة، خاتمة بالقول: "إلى أمي وأبي وأخوتي وأبنائي، أحبكم كثيراً".

إذاً، مرَّ عيد الأم تاركاً خلفه الكثير من القصص الجميلة وأخرى غير جميلة. بين أم ودعت ابنها ليغترب، وأم ودعت ابنها لتغترب هي وتؤمن له حياة كريمة، بات عيد الأم يوماً كغيره من الأيام.

تصوير ​هادي فولادكار