أكّد السيد علي فضل الله أن "كل تشريع يخالف المحبة والرحمة والرفق يضرب به عرض الحائط، وهذا لا يعني بالمطلق إلغاء القسوة والعنف، بل أن نضعهما في مواقعهما، وكاستثناء، وكما وجّهنا الدين، وعندها لن يكون الدين مشكلة الحياة، بل صمام أمان لها".

وفي كلمة له خلال الافطار السنوي لجمعية المبرّات الخيرية رأى فضل الله أن "السبيل الأول لإنهاء الأزمات هو أن نعيد إنتاج الإنسانية في الإنسان، وأن نؤكّد أن الإله الذي على اسمه تسنزف كل هذه الدماء وترتكب الفظائع، ليس هو الله، بل هو آلهتهم التي تعبد من دون الله الرحمن الرحيم، وأن نعيد الاعتبار إلى الدين، الّذي جاء وجلّ همه أن يدعو إلى السلام"، مشددا على "ضرورة اخراج الدين من فوضى الفتاوى، ومن يد الّذين يفسّرونه بغير علم أو مسؤوليّة، أن نكفّ عن توظيفه لمصالح شخصية وفئوية، أن لا نعتبره سلّماً نتسلّق من خلاله على رقاب الناس"، معتبرا ان "هذا لا يتم إلا عندما تخرج المرجعيات الدينية الوازنة عن صمتها، وتتخلص من كلّ الاعتبارات التي تقيدها".

ولفت فضل الله الى "اننا سنجد الحلّ عندما نخرج الدين من ​العشائر​ية التي تتعنون بالطائفية، وتجعل العلاقة بين الأديان والمذاهب هي علاقة صراع على مكاسب هذه الطائفة ونفوذ تلك، فكلّ فريق يريد أن يسحب البساط من تحت أرجل الآخرين، كما كانت تفعل عشائر الجاهلية، فيتحول بذلك حوار الأديان والمذاهب إلى حوار مصالح وتقاسم حصص".