لم يكن خصوم التيار الوطني الحر في كسروان-الفتوح قد خرجوا بعد من صدمة خسارة الإنتخابات البلدية في جونية حتى تلقّوا صدمة كسروانية ثانية. ​جوان حبيش​ رئيس بلدية عاصمة القضاء ومرشح التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون، رئيساً لإتحاد بلديات كسروان-الفتوح.

صدمتان في فترة زمنية لا تزيد عن شهر واحد دفعت بتحالف نعمة افرام-​منصور غانم البون​ -​فريد هيكل الخازن​ والقوات اللبنانية الى البدء بقراءة تقييميّة تلقي الضوء على الأخطاء الإنتخابية والسياسية التي ارتكبت خلال المعركتين وأدّت الى النتيجة التي نصّبت العونيين على رئاسة إتحاد بلديات القضاء وعاصمته.

قراءة يفند مصدر مقرب من التحالف الكسرواني الأخطاء التي ظهرت فيها على الشكل التالي:

أولاً-الخطأ الأول والأبرز تمثل بتحويل إنتخابات بلدية جونية بين ليلة وضحاها من إنتخابات مجلس بلدي، الى معركة كسر المرشح الرئاسي الأقوى أي العماد ميشال عون، في عاصمة عرين الموارنة، يقول المصدر المذكور. فتحويل المعركة رئاسية بإمتياز من قبل خصوم "الجنرال"، لم يكن ابداً لصالح تحالف افرام-البون-الخازن والقوات خصوصاً أنها مواجهة مع زعيم، يعرف خصومه قبل حلفائه أنه يهوى خوض المعارك الإنتخابية المستحيلة مهما كانت صعبة، ومهما كبر حجم الأموال التي ستصرف فيها ضده. زعيم خبير في شد عصب الناخب المسيحي لمصلحته، وإنتخابات المتن الفرعية عام 2007 خير دليل على هذا التوصيف. ففي مقارنة سريعة، لم يكن إسم الدكتور ​كميل خوري​ معروفاً لدى أهالي المتن الشمالي قبل أن يرشّحه العماد عون، على عكس إسم جوان حبيش في جونية، وعلى رغم ذلك خاض رئيس تكتل التغيير والإصلاح فرعيّة المتن التاريخية. وفي المتن ايضاً، من كان يريد من الناخبين أن يقترع لمصلحة كميل خوري، اتهم أنه يصوت ضدّ دم الشهيد بيار أميل الجميل، وهذا العامل لم يكن موجوداً في إنتخابات جونية، على رغم ذلك خاضها الجنرال عام2007 وإنتصر. في جونية كان ​فؤاد البواري​ رئيساً للائحة التحالف العريض، أما في المتن فكان الخصم ​أمين الجميل​، والد الشهيد، ورئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب الكتائب، وعلى رغم ذلك خاض الجنرال المعركة وأصبح كميل خوري نائباً.

يومها سمع عون من كثيرين أن معركة المتن ضد آل الجميل هي ضرب من الجنون وعلى رغم ذلك خاضها وإنتصر.

ثانياً-يروي المصدر المقرّب من تحالف خصوم التيار الوطني الحر، أن إدخال عنصر المال الشمالي-الإفريقي على معركة جونية لضرب رئيس تكتل التغيير والإصلاح وتعويم منافسه الرئاسي، كان بمثابة الخطيئة الكبرى التي عرف الجنرال أن يحولها لمصلحته داخل صناديق الإقتراع.

ثالثاً-من الأخطاء التي إرتكبت أيضاً قول المرشح فادي فيّاض بالصوت والصورة لرئيس مركز بيروت للإحصاء عبدو سعد عشيّة المعركة الإنتخابية "أتحداك يا استاذ عبدو أن إستطلاعك غير دقيق وأننا سنفوز بفارق لا يقل عن ألف صوت في جونية".

رابعاً-أخطأ تحالف أفرام-البون–الخازن–القوات عندما نقل منصب رئيس اللائحة من فادي فيّاض المحسوب على افرام والمقرّب جداً من القوات، الى فؤاد البواري المحسوب على النائب السابق منصور البون، ما جعل قيادة القوات غير متحمّسة كثيراً للمعركة، وما دفع رئيسها ​سمير جعجع​ الى عدم مناشدة الناخبين يوم الأحد للإنتخاب كما فعل في زحله، وهل كان احد يتوقع ان يفعلها جعجع وهو الذي يتضمّن دفتر حساباته السياسية إنهاء حالة افرام والبون والخازن واقتلاعها من جذورها وهو الذي لم يتحالف مع البون والخازن وافرام إلا لسبب ان فادي فيّاض مقرب جداً من القوات وكان سيحظى برئاسة البلدية قبل أن تتم التضحية به من قبل افرام لمصلحة البواري؟

"بمجرد أنهم لم يقارنوا بين فرعيّة المتن الشهيرة وانتخابات بلديّة جونية، لم يدركوا أن الثانية لن تكون، مقارنة مع الأولى، إلا نزهة انتخابية يقوم بها العماد عون في قضائه الإنتخابي". هكذا يعلّق قيادي عوني كسرواني على أخطاء الخصوم، خاتماً "المشكلة ليست في أخطاء الخصوم، المشكلة أنهم لم يتعلّموا وتكمن بتكرار هذه الأخطاء من قبلهم مع الجنرال منذ عودته الى لبنان وحتى اليوم".