بعد كلّ الكرّ والفرّ والخلافات داخل الحكومة على ملفات عديدة أهمّها خطة النفايات التي إعترض عليها وزراء حزب "الكتائب" وإنسحابهم من الجلسة الأسبوع الماضي كإنذار على تدهور الوضع جاءت إستقالة وزيري العمل ​سجعان قزي​ والاقتصاد الآن حكيم لتقلب الطاولة وتغيّر في المشهد السياسي، فتنقل الكتائب من الاعتراض داخل الحكومة الى العمل خارجها، وهنا تساؤلات عدّة تطرح حول سبب هذه الإستقالة في هذا الظرف بالذات وتأثيرها على العمل الحكومي؟!

"مشهد إعلان رئيس حزب الكتائب ​سامي الجميل​ إستقالة وزراء الحزب لا يتعدى كونه مزايدة في الشارع المسيحي لرفع أسهم حزبه وقفزة في الهواء لن تقدم ولن تؤخّر"، بهذه الكلمات يختصر المحلل السياسي ​فيصل عبد الساتر​ عبر "النشرة" ما حصل بالأمس، مشدداً في نفس الوقت على أن "الكتائب سجّلت سابقة بهذه الإستقالة بالإطاحة بعدد من المناصب الوزارية كانت في جعبتها ولكن الواضح أن العين تتركّز في هذه المرحلة على تحقيق مكاسب على المستوى الشعبي". يعود عبد الساتر ويعرب عن إعتقاده أن "ما تقدّم به الجميل من تبريرات حول سبب هذه الإستقالة وطريقة طرحها لم يقنع قاعدة واسعة من الجمهور الكتائبي".

الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ لا يوافق عبد الساتر الرأي، إذ يلفت الى أن "سامي الجميل بدا في مؤتمره الصحافي منفعلاً ومتضايقاً مما يتعرض له وزراء الكتائب من عدم تجاوب مع الملفات التي يطرحونها"، مشدداً على ضرورة عدم "الإستهانة بهذه الإستقالة التي قد يكون لها تداعيات وقد تترافق مع رفع للسقف وربما اللجوء الى التصعيد في الشارع".

بعد تقديم وزير العدل ​أشرف ريفي​ إستقالته مؤخراً، وقزي وحكيم من بعده، تُطرَح علامات إستفهام حول إمكانية استمرار الحكومة في عملها في هذه المرحلة. وهنا يشير عبد الساتر الى أن "هذه الإستقالة ستضعف الحكومة بلا شك ولكنها لن تشل عملها أو تترك جرحاً كبيراً فيها"، في المقابل يرى فليحان أنه "وبغياب وزراء مسيحيين فإن أي تصويت على أي مشروع سيؤدي الى خلل في التمثيل"، لكنه يشير في نفس الوقت الى أن "هذه الإستقالة لن تشل عمل الحكومة"، لافتاً الى أن "البت بإستقالة وزراء الكتائب من عمل الحكومة مجتمعة بغياب رئيس الجمهورية ولكن من المتوقع أن لا يطرح رئيس الحكومة تمام سلام هذه المٍسألة في الجلسة كما فعل بإستقالة وزير العدل أشرف ريفي"، ومشدداً في النهاية على أن "الكتائب مصرّة وبهذه الإستقالة على إيصال رسالة كاملة إذ إن وزراءها يتحدثون عن عدم تصريف أعمال وعن عدم حضور الى مكاتبهما أو حتى توقيع البريد الخاص بالوزارة".

في المحصلة فعلتها الكتائب وأقدمت على سحب وزرائها من الحكومة: فهل تكون هذه الخطوة مجدية في الظرف بالذات أم "دعسة ناقصة" يدرك المعنيون نتائجها بعد مدّة من الزمن؟!