فعلها رئيس حزب "الكتائب" النائب ​سامي الجميل​ وأعلن إستقالة وزيريه آلان حكيم و​سجعان قزي​ من الحكومة فيما ترك الخيار لوزير الإعلام رمزي جريج الذي فضّل البقاء بالحكومة. ولكن ما لم يكن يتوقعه النائب الشاب حينها أن وزير العمل سجعان قزي سيلقي "بقنبلة مدوية" مفادها رفض الإنصياع لقرار قيادته بهذا الخصوص، ومشيرا الى انه لن يقبل ان يتم تجاوز رأيه وهو من كان يتشاور مع رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل قبل اتخاذ القرارات.

بعد ظهر اليوم يعقد المكتب السياسي لحزب الكتائب إجتماعاً لدراسة موقف قزي من الإستقالة وإتخاذ الموقف المناسب في حقّه، علمًا أنّ قزي استبقه بموقفٍ أظهر بعض الليونة بقوله أنّه ليس متمرّداً على الحزب، موضحاً أنّه لن يحضر جلسات الحكومة ولكنّه سيستمرّ بتصريف الأعمال. وفي هذا الإطار تشرح مصادر كتائبية أنه "خلال إجتماع المكتب السياسي الأسبوع الماضي الذي طرحت فيه مسألة الإستقالة من الحكومة كان الوزير قزي حاضراً، وقدّم مداخلة لحوالي ثلث الساعة مبدياً إعتراضه عليها، ولكنه أكد في نفس الوقت أنه سيلتزم بقرار حزبه"، ولافتةً الى أنه "جرى التصويت على مسألة الإستقالة وإتخذ القرار بالأكثرية بالسير بهذا الحلّ"، مضيفةً: "من منطلق تأكيده على التزامه بقرار الحزب رغم اعتراضه على الإستقالة حضر قزي المؤتمر الصحافي للنائب سامي الجميل". وتؤكد المصادر أن "لا اتصالات بين قيادة الكتائب وقزي حول موضوع الإستقالة، فالأخير إتخذ موقفه الصريح والمعلن منها ورفض قرار قيادته، ومن هنا سيعقد اجتماع المكتب السياسي وستعرض على الطاولة كلّ الأمور وسيجري مناقشتها وبناء عليه سيتخذ القرار".

"النائب سامي الجميل سيلملم موضوع إستقالة قزي ولن يلجأ الى فصله، إلا إذا أراد تجديد الحزب وتدعيمه بعنصر الشباب". بهذه الكلمات تختصر المحللة السياسية ​سكارليت حداد​ المشهد الكتائبي، لافتةً الى أن "الوزير قزي وبقراره عدم الإنصياع الى قرار حزبه بدا متناسقاً مع نفسه، لأنه رفض أن يستقيل شفهياً ويقوم بأعمال استعراضية". بدورها الكاتبة والمحللّة السياسية روزانا بومنصف تشير الى أن "النائب سامي الجميل أراد من خلاله استقالة وزيري الكتائب أن يحدث صدمة إيجابية في الشارع اللبناني وداخل الحكومة فإنعكس الأمر صدمةّ سلبية داخل حزب الكتائب"، مضيفة: "من الواضح وجود خلاف داخلي في الحزب ولكن ما كان يجب أن يخرج الى العلن كما حصل، وعلى الكتائب أن تلجأ الى معالجة هذه القضية بأسرع وقت"، مشيرةً الى أن "لا أحد يدرك ما سيقوم به المكتب السياسي بهذا الشأن فهل يلجأ الى إستيعاب الوزير قزي أو إحالته الى المجلس التأديبي كما ينص عليه النظام الداخلي للكتائب أم سيتخذ القرار بفصله؟!"

تشدد سكارليت حداد على أن "قزي قرأ الوضع جيداً وأدرك أن لا مجال لإستقالة الحكومة في هذا الظرف، وبالتالي فإن قرار الجميّل الشاب "شعبوي" ولن يقدّم أو يؤخّر في عمل الحكومة، كما أن الإنتخابات ليست قريبة، مما يعني انه لا يمكن إستثمار هذا القرار فيها لأن الناس ستنسى الى حينها".

"لا شكّ أن موقف الكتائب سيضعف الحكومة لكنه لن يؤدي الى إستقالتها إلا في حال وجود مكوّن سياسي آخر تضامن مع الكتائب". هكذا ترى حداد، مشيرة الى أن "لا مفاعيل لاستقالة وزراء الكتائب على الوضع اللبناني بشكل عام". هذا ما تؤكده بدورها بو منصف، معتبرة أن "وجود الحكومة ضرورة في هذه الأيام، والوزير قزي بقراره هذا قرأ هذا الموضوع جيداً".

بالمحصلة يقف المكتب السياسي لحزب الكتائب أمام قرار مصيري، فهل يلجأ الى استيعاب الوزير قزي و"لملمة" ما حصل أم يتخذ قرارًا بفصل الأخير وتحمل تبعات الفصل؟!