لا يمكن حصر ​القديس شربل​ في زمان او مكان، ولكن عيده في شهر تموز محطّة من محطّات عديدة ارادها المؤمنون لتكريم هذا القديس. اعطى شربل مخلوف المعنى الحقيقي لترجمة الوصيّة الإلهيّة الكبرى والأساسية وهي المحبة.

نشتكي في حياتنا اليومية من عدم قدرتنا على تنفيذ هذه الوصيّة التي تختصر كل شيء، حتى انها التعريف الأمثل لله، ونتوخى السبل والطرق التي تجلعنا نسير على درب المحبّة دون ان ننجح في كثير من الأوقات. وننسى دائماً انّ الحلّ سهل وفي متناول اليد، وقد جسّده القديس شربل، فقدم ذاته لله بالقول والفعل.

لم يعش "حبيس عنايا" على هذه الارض، لأنّ المسيح قال: مملكتي ليست من هذا العالم، فهو كان منذ تعرفّه الى المسيح، يعيش في مملكة الفرح الدائم والانخطاف الروحي المتواصل، فلم يستطع الكثيرون أنْ يفهموه حتى اقرب المقربين منه، لأنّهم كانوا يعيشون هنا بينما هو كان يعيش حياة السماء على الارض.

عيش المحبّة كانَ سلاحه الوحيد، وارتدى درع الصلاة والإيمان ومضى في طريقه نحو الهدف الأسمى ليربح كل شيء أي الله.

لم يطلب شربل القداسة ولكنها أتت إليه بفعل محبّة، في رسالة متجدّدة من الله الى البشر حول المفهوم الحقيقي للقداسة ومعناها.

لا يزال القديس شربل يتمّم رسالة المحبة، في كل اقطاب العالم، في كل بلد وقطر، في كل طائفة ومذهب، وشهادات الشفاءات والعجائب المسجلة في ​دير مار مارون عنايا​ خير دليل.

شهر تموز محطة جديدة للتقرّب من الله عبر قديسه شربل، فلنعط المحبة فرصة الظهور في قلوبنا خلال هذا الشهر، ولنتعرف الى أحد أماكنها الثابتة في عنّايا.

ترنيمة محبسة العجايب للفنان جوزيف أبو ملهب وكلمات الأب ايلي بيطار، تصوير يورغو رحّال والتصوير الجوّي للراهب اللبناني الماروني الأب ايلي قرقماز.