هدايا كثيرة يقدمها الله لنا في حياتنا اليومية وفي كل محطات مسيرتنا على هذه الارض، منها ما نلمسها مباشرة ومنها ما نعتبرها بمثابة "تحصيل حاصل" نمر عليها مرور الكرام.

من ابرز الهدايا التي قدمها الله الى لبنان هي قديسوه وفي مقدمهم ​القديس شربل​ مخلوف، فهل هذا يعني ان الله يميز بين ابنائه؟ بالطبع لا، فالله انما "يرد" الهدية التي يقدّمها له الانسان واثمنها ان يقدم ذاته فيكون الردّ بهدية القداسة.

هذا ما فعله شربل، فَقَدَ ذاته بكل ما يملك من خطايا وضعف عَمِلَ على تنقيتها بجهدٍ عبر الصلاة والتأمل والايمان والافعال الحسنة، الى الله. قبل الله هدية ممن "وَضَعَ نفسه ليُرفع" وهو الذي لا يخلّ بوعد او عهد، رفع المتواضع شربل مخلوف ووضعه مع القديسين.

لم يرد شربل القداسة، انما اراد ان يكون الى جانب الله ليعيش الفرح الابدي، وينقله الى غيره، وهذا ما تحقق بفعل العمل الدؤوب الذي قام به على الارض، فكانت مكافأته في السماء. ولا شك ان القديس اللبناني لن يجد في السماء ما يختلف عن عيشه على الارض، سوى أنه الى جانب من أحب وترك كل شيء ليتبعه، فوحّد الربّ لاهوته بناسوت القديس، وناسوت القديس بلاهوته.

لذلك، يعيش شربل حياة لا نهاية لها، لا يحدّها عمر ولا قلق ولا موت، اما كيفية عيشه هذه الحياة، فليست بسرّ ويمكن لكل زائر لدير مار مارون-عنايا ان يكتشف ذلك ببساطة ووضوح.

تمجد الله في قديسيه.