حثّ مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ​رامي الريس​ على لبننة الاستحقاق الرئاسي واعادة الاعتبار للشق الداخلي بعدما تبين أن الملف اللبناني ليس في صدارة وأولويات الدول الكبرى وليس استيلاد تسوية للبنان موضع نقاش في الدوائر الدولية، معتبرا أنّه تاريخيا ثبت مدى ارتباط ​الانتخابات الرئاسية​ والواقع السياسي اللبناني ككل بالأحداث في المنطقة حتى ولو تغير اللاعبون واختلفت العناوين.

ورأى الريس في حديث لـ"النشرة" ان هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتوسيع الهوامش المحلية لهذا الاستحقاق رغم الاعتبارات الاقليمية والدولية التي لطالما فعلت فعلها، مشدّدًا على أنّه اذا حزم اللبنانيون أمرهم، فأغلب الظن أن القوى الاقليمية لن تقف حجر عثرة بوجه أي تفاهم داخلي، كما القوى الخارجية التي هي حاليا في حالة تلهٍ كاملة ما قد يشكل حافزا لنا لتحمل مسؤولياتنا والتصدي للمخاطر التي تتربص بواقعنا السياسي والاقتصادي والمعيشي.

لا وصفة جاهزة

واعتبر الريس أن شكل وظروف ونتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية ​جان مارك ايرولت​ الى بيروت تشبه تلك التي رافقت زيارة الرئيس الفرنسي ​فرنسوا هولاند​ والذي تجاوز بحينها الشق البروتوكولي بغياب رئيس للبلاد للاعراب عن مدى اهتمام فرنسا بلبنان ورغبتها الكبيرة بالمساعدة على تخطي الوضع الصعب الذي نمر به، مرجّحًا أن تكون خطوة ايرولت انطلاقا من نفس الحرص وتصب في نفس السياق.

وأشار الريس الى أن نتائج الزيارتين "تثبت عدم امتلاك باريس أو أي دولة سواها وصفة جاهزة أو حاسمة او نهائية لحل الأزمة اللبنانية المعروفة بتعقيداتها".

التفاهم صعب

واذ أكّد الريس تمسك الحزب "التقدمي الاشتراكي" بالحوار مهما تدنت سقوف التوقعات من جلسات الحوار الوطني ومهما طال الزمن من دون التمكن من احداث خروقات تذكر، شدّد على انّه يبقى السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر لأن أي بديل آخر يعني التشرذم والتوتر الداخلي.

وعمّا اذا كانت ثلاثية الحوار المرتقبة في آب قادرة على أن تحقق الخروقات المنشودة، قال الريس: "لا يمكن الحسم بهذا الموضوع خاصة وأن مواقف الفرقاء لم تتغير كثيرا منذ الجلسة الحوارية الاخيرة، لكن حرص رئيس المجلس النيابي نبيه بري على انتاج حل ما يبقى أساسيا في هذه المرحلة".

وردا على سؤال عمّا اذا كان الاتفاق على رئيس للجمهورية بات مرتبطا بشكل مباشر ب​السلة المتكاملة​ للحل، أشار الريس الى أن موضوع السلة "لا يزال قيد النقاش ولم يُحسم أي شيء في هذا المجال"، لافتا الى أن التفاهم على هذه السلة "ليس بالمسألة السهلة على الاطلاق باعتبار ان البنود التي تتضمنها معقدة وخلافية".

حكمة ودراية

وتطرق الريس لموضوع التجاوزات التي ترتكب بحق اللاجئين السوريين، مذكرا بأن حزبه كان من أوائل الأحزاب التي حذرت من "الانزلاق الى ممارسات عدائية تجاه اللاجئين، سواء السوريين أو الفلسطينيين، من منطلق أن هؤلاء نزحوا من بلادهم عنوة وتركوا بيوتهم وقراهم قسرا".

وأكد الريس في المقابل على وجوب عدم التساهل بالحفاظ على الاستقرار، لكنه قال "أننا قادرون على ضمان ذلك اذا ما تعاطت الأجهزة الأمنية بحكمة ودراية مع الموضوع، فتكون العين الساهرة على الامن وبنفس الوقت لا تنزلق الى ممارسات غير لائقة وغير قانونية".