رفض مؤسس حزب "الكرامة" ​حمدين صباحي​ وصف الدولة المصرية الحالية كامتداد لـ"دولة يوليو" في إحالة على "حكم العسكر"؛ مصر بالنسبة إليه، ودّعت جمهورية جمال عبد الناصر الصاعدة القائمة على ركائز التحرر الوطني مع تلك المباحثات، وهي عالقة منذ ذلك الحين في "زمن السادات" برغم تبدّل رأس السلطة مرات عدة. لذا، لا تغيير حقيقياً في "أرض الكنانة" قبل الوصول إلى "الجمهورية الثالثة" والقطع مع هذا الماضي.

واكد صباحي في حديث الى "الاخبار" أن شعبية السيسي تراجعت كثيراً، لأنه برأيه "فشل في المجالات الثلاثة التي خرج الناس إلى الميادين لأجلها: عيش، حرّية، عدالة اجتماعية". فلا هو استطاع أن يحسّن في السياسات الاقتصادية، بل على العكس، تشهد مصر اليوم تدهوراً غير مسبوق في قيمة الجنيه، في وقتٍ لا تزال فيه الهوة الطبقية والنظام الضريبي على حالهما.

أما عن الحريّات، فيشير صباحي إلى أنه يكاد لم يبق منبر إعلامي يعارض السيسي بعد تضييقه على الإعلام والصحافة، فضلا عن الاعتقالات ثم الاختفاء القسري الذي انتشر أخيراً. من ثم جاءت قضية جزيرتي تيران وصنافير لتمثل "سابقة" في تاريخ مصر، لأنه لم يسبق أن تنازل رئيس عن أرض مصرية. بعدها "توّج" السيسي سياساته بالتبشير بـ"السلام الدافئ" مع إسرائيل، ثم بإيفاده وزير الخارجية إلى الأراضي المحتلة، ليتضح أن الرئيس أخفق حتى الساعة على جميع المستويات.

ولفت صباحي الى انه واثق بإمكانية التغيير الحقيقي وبوعي المصريين بعد التجربة الأخيرة، فالسيسي بالنسبة إليه، "آخر الجنرالات في الحكم"، واكد انه بالرغم منكل المساوئ في حكم السيسي، فالمطالبة اليوم بإسقاط هذا النظام، أمرٌ "غير عقلاني"، موضحا أن أي حراك يطالب بإسقاط نظام السيسي في الوقت الراهن، "يعني ثمرة ستسقط حتماً في جيب الإخوان". العمل بالنسبة إلى الرجل يجب أن يصبّ حالياً في تكوين كيان سياسي منظّم يكسر الثنائية التي بدت أبدية وكرّستها التجارب الأخيرة في مصر بين "الإخوان" والعسكر.

اضاف "المصريون لن يحتملوا خيبة ثالثة"، بعد الأحداث الدراماتيكية التي أفضت إلى إسقاط رئيسين ووصول ثالثٍ بظرف ثلاث سنوات، من دون أن تأتي بتغييرٍ حقيقي أو بتحقيق ما نادى به من التحقوا بالميادين في "25 يناير" وفي "30 يونيو". واكد أن العمل جارٍ على توحيد قيادتي حزب "الكرامة" مع "التيار الشعبي"، تحت اسم "تيار الكرامة" الذي سيشارك في أول استحقاق في الانتخابات المحلية قبل نهاية العام الجاري.

واكد صباحي أنه مع الدولة في سوريا، خشيةً من التقسيم ومن سيطرة "مجموعات المرتزقة الممولة من الخليج والولايات المتحدة". كما يرى أنه يجب تقدير دعم إيران لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، لكنه يتحدث في المقابل عن دور إيران الذي "كان سلبياً في العراق". وبالحديث عن طهران، يرى صباحي أنه لا يمكن للعرب تحصين أنفسهم من "القوميتين المتنافستين معهم في المنطقة"، الإيرانية والتركية، إلا عبر إعادة تعريف مفهوم العروبة الغائب حالياً، لمصلحة النزاع المفتعل برأيه، تحت عنوان "السنّي ــ الشيعي".