أمضى رئيس المجلس النيابي نبيه بري تسعة أيام في الخارج في اجازة خاصة انقطع فيها عن الأخبار اللبنانية، ولكن فور عودته فوجىء بالحملة التي يقودها رئيس مجلس ادارة "الجديد" تحسين خيّاط ضده، وردّ قناة "أن بي أن" على قناة "الجديد". فوراً أجرى اتصالاً بادارة "الشبكة الوطنية للارسال" (أن بي أن) وطلب منها التوقف عن الرد على خيّاط وعدم رفع أي دعوى قضائية، والاكتفاء بالدفاع وفق ما تقتضيه الدعوى التي رفعها خيّاط. هنا يقول بري أمام زوّاره، "عليهم أن يعرفوا شيئاً أنني لا أخضع للابتزاز، علًما انني لم أكن على علم بطبيعة المشكلة بين خيّاط ووزارة المال".

جئت لأجد عون رئيسًا

في السياسة يمازح بري سائليه حول جديد ملف الرئاسة بقوله: "وصلت من اجازتي فوجدت ​الانتخابات الرئاسية​ منجزة والعماد ميشال عون رئيسًا، كنت أتمنى، كانوا وفروا علينا الكثير".

لا يرى بري وجود تغييرات في المواقف السياسية بالنسبة الى انتخابات رئاسة الجمهوية، رغم أن هناك من يهمس في اذن رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ من المقربين منه.

طاولة الحوار ملعب كرة قدم

لا يعطي رئيس المجلس أي جواب حول مسار الحوار، "فلننتظر ماذا تحمل الكتل معها الى الطاولة". وحين نسأله: هل ستمدّد وقت الحوار أكثر من ثلاث خلوات؟" يرد فورا: "أنا مستعد في حال لمست أي ايجابية". لكنه يحمّل من يريد اختصار الحوار المسؤولية.

بري الذي أجرى سلسلة لقاءات تسبق موعد انعقاد الحوار، يقول ان هذه المحطة الحوارية هي اخر الفرص المهمة جداً. يؤكد ان حضور الحوار ضروري، لكنه لا يلزم أحدا. هو يصف الطاولة بملعب كرة قدم، "لا يمكن تسجيل اي هدف واحتسابه من خارج حدود الملعب واللاعبين". ويضيف بري: "لذلك على المتحاورين اللاعبين أن يعرفوا أن لا حلول من دونهم الاّ على منوال ما حصل في الدوحة القطرية".

يكرّر رئيس المجلس القول ان طاولة الحوار ليست مؤتمراً تأسيسياً، فهو متمسك باتفاق الطائف، "ولكن التجربة أثبتت أن الحل لا يكون الا ضمن سلة كاملة تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة و​قانون الانتخاب​ات".

يرى بري وجوب ارضاء الجميع وليس فريقا واحداً حتى تستقيم الامور، ولذلك نادى رئيس المجلس بالسلة التي تحقق كل المصالح.

يستند بري هنا الى الواقعية السياسية اللبنانية: "لو انتخبنا رئيس الجمهورية وحده، ثم اتفقنا على رئيس الحكومة، فمن الاستحالة تأليف حكومة من دون توافق سياسي مسبق".

اما السلة او النسبية

يعطي بري الاهمية لقانون الانتخابات النيابية قائلاً: فلنذهب الى انتخابات على أساس قاعدة النسبية الكفيلة وحدها بتجديد قواعد اللعبة الديمقراطية وانتاج سلطة. ويضيف: اما السلة الكاملة أو النسبية.

راقبوا تطورات حلب

حين تسأل رئيس المجلس: هل الوضع اللبناني مربوط بالتطورات الاقليمية؟ يجيب بري: علينا أن نراقب المعطيات ولا سيما ما يتعلق بحلب السورية وتركيا، فاذا استمر تقدم الجيش السوري في شمال البلاد، سينعكس ذلك ايجابا ليس على لبنان فحسب، وانما على كل المنطقة وصولاً الى اليمن، هذا قد يقود الى حوار سعودي-ايراني وتنعكس شظاياه الايجابية على رئاسة الجمهورية اللبنانية بمعزل عن اسم وشخص الرئيس العتيد". يبدو هنا التوافق ضرورياً لانتخاب رئيس الجمهورية.

الاميركيون والنفط

لا يتوانى بري عن حث الحكومة على انجاز ملف النفط لاعتبارات لها علاقة بالصراع مع اسرائيل وضرورة استثمار هذه الثروة. بعد وصوله الى لبنان قيل لرئيس المجلس أن وزير الداخليّة نهاد المشنوق تحدث عن ربط بين انتخاب الرئيس والامور النفطية، لم يرد بري بشكل مباشر على وزير الداخلية، لكنه قال: مشكلتنا في لبنان أن بعض الوزراء يمارسون اختصاصات غيرهم، ويسأل بري: لماذا كل هذه الضجة حول الاتفاق النفطي؟ من يهاجموننا اليوم كانوا يطالبوننا بالاتفاق، فما عدا ما بدا؟ أضاف بري: اذا لم نحل موضوع النفط الان وبقينا ننتظر الرئاسة، ستنتهي ولاية الرئيس أي ست سنوات ولا يتحقق الاستثمار النفطي. هنا يبدو رئيس المجلس ممتعضاً جداً ممّن يؤخر بت هذا الملف. يقول: "لدي معطيات وانا واثق مما أقوله، الاميركيون طرحوا الاستثمار في سبع بلوكات مقابل ترك بلوكات الجنوب مراعاة لاسرائيل. مشكلة البعض هنا أنه ينتظر للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الاميركية وبالتالي اسرائيل".