للمرة الاولى في تاريخه وتاريخ الاحزاب اللبنانية، خاض التيار الوطني الحر تجربة تأهيل مرشحيه المحتملين للنيابة، بنسبة بلغت ‏، حيث صوت القاعدة الحزبية يلعب دوره، قبل ان تنتقل الامور الى استطلاعات الرأي وخيار القيادة الحزبية.

قلم اقتراع جهزوا للعملية الانتخابية في مختلف الاقضية، حيث دعي حامل بطاقة حزبية الى التعبير عن رأيه على قاعدة "صوت واحد لشخص واحد"، وهو ما يشكل احد اوجه النظام النسبي الذي يريده التيار على المستوى الوطني.

رؤساء اقلام ومندوبون ثابتون ومتجولون، وماكينات انتخابية وصور وشعارات. وفي مراكز الاقتراع انتشر عناصر اللجنة اللوجيستية، وعناصر الانضباط لتنظيم سير العملية الانتخابية.

هي "ميني" انتخابات نيابية، اراد من خلالها المرشحون تزييت ماكيناتهم، واستفتاء القاعدة، فيما رغب الاساسيون من بينهم، كابراهيم كنعان في المتن، والان عون في بعبدا، وسيمون ابي رميا في جبيل، على سبيل المثال، تأكيد انهم رقم صعب في المعادلة، على عكس مرشحين آخرين سعواللحصول فقط على الرقم الذي يؤهلهم الى المرحلة التالية.

امس، جرت العملية الانتخابية بواسطة لوائح مطبوعة سلفا، تحمل اسماء المرشحين في كل قضاء الى جانب صورهم، حيث على المقترع وضع اشارة الى جانب اسم واحد من بينها، والا اعتبرت ورقته لاغية. واقترع الناخبون بواسطة البطاقة الحزبية او الهوية.

في جبيل، استفز مناصرو النائب سيمون ابي رميا من الشعار الذي رفعه منافسه ناجي حايك "لترجع جبيل عونية". علما ان التمثيل النيابي للقضاء منذ العام هو لتكتل التغيير والاصلاح، ما دفع بمناصري ابي رميا الى الرد بالقول "جبيل كانت وستبقى عونية".

في بيروت الاولى، كانت المنافسة تدور على وقع قرارات الفصل التي صدرت قبل ايام. اراد مؤيدو الوزير السابق نقولا صحناوي تأكيد حضورهم في الدائرة، فيما هدف الجو المؤيد للناشط المفصول زياد عبس الى القول من خلال صندوق الاقتراع انه حاضر رغم غيابه عن الترشيح الرسمي.

في المتن الشمالي، بدا النائب ابراهيم كنعان الاكثر ارتياحا لنيله النسبة الاعلى من الاصوات، وهو الذي لم يردها لشخصه بل لخيار التيار في المتن الشمالي، انمائيا وسياسيا وتشريعيا، وهكذا كان.

قبيل الانتخابات، لم يكن النائب نبيل نقولا مرتاحا لمسار الامور. وعند وصوله الى مركز الاقتراع في مدرسة السان جورج الزلقا،وقع اشكال بينه وبين عناصرالانضباط. اراد نقولا ادخال مرافقيه الى المركز الامر الذي اعترض عليه المنظمون، على غرار ما خصل مع سواه. لكن المسألة مع نقولا تطورت الى تدافع تدخل على اثره النائب كنعان لحله، قائلا للجميع " نحن نقدم صورة ديموقراطية فلنحافظ عليها"، واصطحب نقولا الى فنجان قهوة بعد ادلائه بصوته.

في بعبدا بدا النائب الان عون متقدما على زملائه من النواب الحاليين والمتنافسين، فيما اظهرت الوقائع ارتفاع حظوظ حكمت ديب وناجي غاريوس وتقدم فؤاد شهاب.

لكل منطقة خصوصيتها، وفي الشوف وعاليه وعكار، ومع ارتفاع منسوب الحديث عن امكان اعتماد النظام النسبي، اراد المتنافسون حجز مقعد لهم على لائحة المحتملين لان يدخلوا نادي المرشحين النيابيين.

اما في جزين، فالنائب زياد اسود اراد تأكيد انه الاول بين رفاقه، بينما رغب الوافد الجديد الى منتسبي التيار امل ابو زيد القول إنه بات من المتقدمين في معادلة التيار في قضاء جزين.

في كسروان، كل المؤشرات تقول ان العماد ميشال عون لن يترشح. لذلك، سعى المتنافسون الى تسجيل ارقام للقول انهم الاكثر تمثيلا على صعيد القضاء، علهم يحجزون مقعدا نيابيا في المرحلة المقبلة.

اما في مقر التيار في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل، فكانت غرفة العمليات المركزية للجنة الاشراف على الانتخابات. واستحدثت اقلام اقتراع في المقر المركزي لناخبي الاقضية البعيدة. هنا كانت المتابعة لسير العملية الانتخابية ونسب الاقتراع في الاقضية، بينما وعلى جري عادته جال رئيس الحزب جبران باسيل على مختلف الاقضية منذ فتح صناديق الاقتراع الى ما بعد اقفالها.

صحيح انها تجربة فريدة على صعيد الاحزاب اللبنانية، الا ان الاكيد ان المرحلة الاولى منها لا تعني حسم الخيارات والترشيحات. ففي المراحل اللاحقة، تصبح المسألة اصعب والخيار فيها للاقوى... فهل يقتنع بعض المتنافسين بأنهم لم يصبحوا نوابا بعد؟