حطّت طائرة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى ال​إيران​ي ​علاء الدين بروجردي​ في مطار بيروت الدولي، ومعه تعلقت آمال الكثيرين بأن حلول الأزمات السياسية موضوعة في حقائبه. وبدأت التكهنات حول أهداف الزيارة إلى لبنان وما قد يحمله من رسائل لمختلف القوى اللبنانية.

زيارة بروجردي الأولى للبنان بعد انتخاب مجلس الشورى الجديد في ايران استهلت بزيارة وزير الخارجية جبران باسيل، قبل أن ينتقل لزيارة كتلة الوفاء للمقاومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري واليوم رئيس الحكومة تمام سلام. لكن ما الجديد الذي قد يحمله بروجردي مع انطلاقة خلوة الحوار في عين التينة؟

فيما يؤكد المحلل والكاتب السياسي ​فيصل عبد الساتر​، في حديث مع "النشرة"، أهمية هذه الزيارة "لأن بروجردي من الشخصيات المهمة في تمثيل ايران خارجياً"، يقلل الصحافي ​علي الأمين​ من أهميتها "فبروجردي لا يعتبر من المؤثرين في السياسة الخارجية الايرانية، فهو ليس وزير الخارجية محمد جواد ظريف".

في هذا السياق، يعتبر عبد الساتر أن أهمية الزيارة تكمن في توقيتها المتزامن مع انعقاد الخلوة الحوارية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لافتاً إلى أن "مواقف بروجردي التي اطلقها في لبنان عكست المواقف الايرانية الثابتة من الأزمات التي يعيشها لبنان وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".

وإذ يرى أن "ايران لا تتدخل في الساحة اللبنانية سوى بالعناوين العامة عكس الدول العربية التي تضع الفيتو على بعض الأمور"، يوضح عبد الساتر أن "المسؤول الايراني أكد بأن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية".

بالمقابل، يعتبر الأمين أن "هذه الزيارة هي من الزيارات الدورية التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون من فترة لأخرى إلى لبنان ولا ترتبط بالأوضاع الداخلية اللبنانية ولا تشكل قيمة مضافة للحلول الداخلية"، مشيراً إلى أن "زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني لا تتعدى كونها استعراض ايراني وتأكيد بأن طهران موجودة في المنطقة".

ويلفت الأمين إلى احتمال زيارة بروجردي إلى سوريا، معتبراً أن "لبنان بات ممراً لمن يريد زيارة سوريا"، ويضيف "يمكننا وضع احتمال الزيارة إلى سوريا وزيارة الفصائل الفلسطينية والمراجع السياسية في لبنان في خانة الاستعراض لا أكثر. فزيارة الفصائل الفلسطينية هي للتأكيد بأنه رغم سوء العلاقة بين طهران والرئيس الفلسطيني محمود عباس فإن العلاقة مع الفصائل الفلسطينية لا تزال طبيعية".

لذا يشدد الأمين على أن الزيارة هي شكلية ذات رسائل رمزية فقط وللتأكيد على دور ايران في المنطقة دون الدخول في حلول للازمات السياسية اللبنانية.

من جهته، يرفض عبد الساتر الربط بين الزيارة ورئاسة الجمهورية "كي لا نصادر نتيجة الحوار"، معتبراً أن "مسألة الاتفاق على رئيس للجمهورية هي شأن داخلي فالرهان على الخارج لن يوصلنا إلى رئيس"، ولافتاً إلى أن "السعودية تمثل حجرة عثر اساسية في رئاسة الجمهورية وتحاول التعويض عن خسائرها بمصادرة القرار اللبناني والاصرار على مواقف رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري".

في المحصلة، يشكّل شهر آب شهراً مفصلياً، ومع زيارة بروجردي وانعقاد جلسات الحوار، بات هذا الشهر أكثر حماوة وأكثر ترقباً. فهل ينتهي هذا الشهر ومعه تغلق الكثير من الخلافات السياسية التي تعيشها البلاد؟