أعرب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيان صدر بعد جلسته العادية التي عقدت برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، عن أسفعه لـ"النتائج السلبية التي انتهى إليها الحوار الوطني، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبخاصةٍ لجهة عدم التقدم نحو انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية؛ بعد أن مضى على شغور منصب الرئاسة أكثر من سنتين"، مشددا على أنه "كان لهذا الشغور نتائج سيئة جداً على تماسُك المؤسسات، وعلى معالجة كل الملفات، وعلى النظرة العربية والدولية للبنان واللبنانيين".

وأكد أن "اللبنانيين لا يستحقون من بعض سياسييهم كلَّ هذا النكران، والإهمال لواجباتهم الوطنية، لجهة انتخاب الرئيس، ولجهة تسيير المؤسسات الدستورية والإدارية الأُخرى. ولذا فإنّ المجلس يُهيبُ باللبنانيين كافةً ممارسة الضغوط بشتى الوسائل المشروعة لكي يستدرك نواب لبنان ما فاتهم لجهة انتخاب الرئيس، والانصراف للعمل على النأي بلبنان عن أهوال المحيط، والاهتمام بالأحوال الاقتصادية والمعيشية للمواطنين".

من جهة أخرى، وجه المجلس التحية الى البابا فرنسيس على "رؤيته المنصفة للدين الإسلامي، وللعلاقات المسيحية- الإسلامية"، معربا عن تقديره للبابا لـ"وقوفه في وجه موجات الكراهية للإسلام، في الوقت الذي تدفع فيه جهاتٌ مشبوهةٌ ومتآمرة شباناً ضائعين للقيام بأعمالٍ إجراميةٍ وإرهابيةٍ في دول العالم".

كما دان المجلس "القتل والإرهاب باسم الدين، سواء في العالم أو في ديارنا"، مشددا على أن "النفس البشرية مصونة في وجودها وحياتها وكرامتها واعتقاداتها، فـ "من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"، معربا عن أمله بأن "تبقى العلاقات الاسلامية المسيحية على أفضل ما يكون. والمسلمون عموما يتطلعون بأمل وطموح إلى انعقاد "مؤتمر السلام بين الأديان" الذي اتفق عليه بابا الفاتيكان مع شيخ الأزهر في زيارته الاخيرة للفاتيكان".

ودان المجلس "أعمال القتل والتفجير والقصف والتهجير والتخريب الجارية ضد المدنيين نساءً وأطفالاً وشيوخاً ومؤسساتٍ صحية وتعليمية ومعالم حضارية في سوريا والعراق وليبيا واليمن"، منددا بـ"الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى من اعمال عدوانية لتغيير معالم المدينة وتهويد القدس والاستمرار في عملية الاستيطان والتعدي على الفلسطينيين اصحاب الحق في الارض وذلك بأشكال ارهابية مع استمرار الاحتلال والاعتقال وانتهاك الحرمات والمقدسات الاسلامية والمسيحية"، مناشدا الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية لـ"صد هذه الأعمال الإجرامية من جانب الكيان الصهيوني".