اعتبر عضو الائتلاف السوري المعارض ​عبد الباسط سيدا​ أن حزب الله أخطأ بالقرار الذي اتخذه بما يتعلق ب​مدينة حلب​ والتعاطي مع المعركة هناك على أنّها معركة مصيرية بالنسبة له، لافتا الى ان هذا الموضوع ما كان يجب أن يعنيه لا من قريب أو من بعيد خاصة وأن خطوط الامداد بالنسبة له بعيدة، وأن الحاضنة الشعبية في المدينة ترفض مشروعه أي مشروع ولاية الفقيه كما المشاريع الروسية.

وشدّد سيدا في حديث لـ"النشرة" على أن حلب "تبقى قلعة الثورة ورمز مقاومة السوريين، وقد كنا نعي تماما أنّه ومهما كانت الظروف التي تمر بها صعبة، الا أننا سننتصر بالنهاية". واذ حثّ على وجوب عدم الاستعجال بالتعاطي مع المستجدات، لفت الى ان ما يحصل "يقلب الموازين رأسا على عقب". واضاف: "من البدء كان التعويل على عمل مشترك لكل الفصائل، وهو ما أثبت فعاليته في حلب بعدما تناست المجموعات المقاتلة خلافاتها، مؤسسة بذلك لمرحلة جديدة وبالتحديد لتحولات سياسية لصالح الثورة تبعا للانجازات الميدانية".

ولّى زمن الاستسلام

واعتبر سيدا أن المفاوضات تبقى المخرج الوحيد للأزمة السورية، مشيرا الى ان ما كان قبل حلب لا يمكن أن يكون كما بعدها، وقال: "ولّى زمن فرض شروط الاستسلام على السوريين كما يحلو للروس والنظام السوري وحزب الله أن يروجوا. من الآن وصاعدا، أي حل سيُطرح يجب أن يحظى بموافقة ورضا السوريين".

ورأى ان "الوضعية الجديدة تستوجب على النظام الاقرار بوجود أزمة ومشكلة حقيقية في حلب وليس مجموعات من الارهابيين والمتطرفين والا عندها سنبقى في المربع الأول". واضاف: "من المفروض بعد ​معركة حلب​، أن يجري طرف النظام وحلفائه مراجعة دقيقة فيتم اتخاذ القرارات التي قد تكون صعبة بالنسبة لهم، لكنّها لا شك لمصلحة السوريين، كل السوريين".

هواجس ومخاوف من النصرة

وعن مشاركة "​جبهة النصرة​" بتسميتها الجديدة في معارك حلب، أشار سيدا الى ان "الملاحظات التي لنا على مشروع الجبهة لا تزال موجودة وخاصة بما يتعلق بدعوتها لتطبيق نظام الشريعة على كل السوريين وهذا ما يثير هواجسنا ومخاوفنا، نحن الداعون لاعتماد مشروع وطني ديمقراطي تعددي، نصر عليه".

واعتبر أن "حالات التداخل الميداني موجودة لدى الطرفين، فمثلا واشنطن التي تعتبر حزب الـPKK ارهابيا تنسق وتدعم حزب الاتحاد الديمقراطي التابع له، كما هناك من يغض النظر عن حزب الله علما أنّه ايضا مصنّف منظمة ارهابية".

وعن الدور التركي المستجد، قال سيدا: "تركيا دولة اقليمية كبيرة ولها مصالح اقتصادية وسياسية وغير ذلك في المنطقة، لذلك نراها اليوم تعيد ترتيب أوراقها الا أن الساحة السورية ستبقى العمق الأهم بالنسبة لها ولن تتخلى عنها بسهولة... الأرجح أنّها ستتبع تكتيكا جديدا في العمل ينسجم مع الاستراتيجيات التركية الجديدة".