اعتبر الوزير السابق ​فايز شكر​ أن البلد يعيش في فلتان دستوري وقانوني ومؤسساتي غير مقبول لا يمكن لأي شخص اذا كان يحترم نفسه، سواء كان في موقع المسؤولية أم لا، أن يرضخ له، لافتا الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري حاول من خلال "ثلاثية الحوار" اجتراح معجزة تذلل العقبات التي تمنع انتخاب رئيس للبلاد، "لكن للاسف الجمل بنية والجمّال بنية".

وشدّد شكر في حديث لـ"النشرة" على وجوب التعاطي مع موقع رئاسة الجمهورية كأحد المقدسات، باعتبار أن الرئيس رأس الدولة القادر وحده على تأمين الانتظام الحقيقي لعمل المؤسسات، مستغربا انشغال الفرقاء بملفات شتى بينما المطلوب واحد، وقال: "مرتا مرتا تتلهين بأشياء كثيرة فيما المطلوب اقرار قانون جديد للانتخاب".

للنسبية او الارثوذكسي

وأعرب شكر عن أسفه لكون احد من الفرقاء لا يمتلك رؤية واضحة للخروج من المأزق الحالي، مشددا على ان "السبيل الوحيد للخروج من المستنقع الذي نتخبط فيه هو اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية وخارج القيد الطائفي يؤمن صحة التمثيل".

وقال: "اذا لم تكن لدينا القدرة وفق الظروف الراهنة لاقرار قانون مماثل، فالأجدر عندها تطبيق ​اتفاق الطائف​ من خلال اعتماد قانون يلحظ النسبية للمحافظات، والا السير بالقانون الارثوذكسي، فهو وان كان طائفيا في مكان ما لكنّه سيساعد ببروز عدد من النواب غير الطائفيين الذين متى اتحدوا استطاعوا بعدها فرص اقرار القانون الذي يعتمد النسبية".

ثورة شعبية؟

واعتبر شكر ان لبنان بلد يتأثر تبعا لموقعه بمجريات المنطقة، فكيف اذا كانت سوريا التي نعتبرها ولبنان بلدا واحداً، مشيرا الى ان المطلوب "حماية بلدنا وتحصينه والا سنكون بصدد انهيارات متتالية قد تستدعي ثورة شعبية تأتي من بعدها القيامة المنتظرة للبنان".

وعن امكانية التمديد مجددا لقائد الجيش، أكّد أنّه يؤيد اتمام كل التعيينات بكل المواقع بموعدها، لافتا الى أنّ هناك دائما ضرورات تتيح المحظورات. واضاف: "هناك واقع معين يرزح البلد تحته، من الواجب أخذه بعين الاعتبار واتخاذ القرار المناسب الذي يؤمن مصلحة المؤسسة العسكرية والبلد ككل".

سياسات تركية جديدة؟

وردا على سؤال عن معركة حلب، اعتبر شكر أن اهمية المعركة هناك تنطلق من رمزية المدينة وموقعها الجغرافي خاصة ان لها حسابات خاصة وامتدادات اقليمية، مرجحا ان يحسم الجيش السوري قريبا هذه المعركة، واضعا التطورات الاخيرة بخانة عمليات "الكر والفر".

وأشار الى ان الجانب التركي لم يغير موقفه مما يحصل في سوريا، بعكس ما أشيع عن ان الانقلاب والتخبط الداخلي جعله يسلك مسارا جديد، مشددا على ان أنقرة "لم تغير قيد أنملة بسياستها".