اوضح النائب ​قاسم هاشم​ أن الاقتراح الأولي للاستفادة من الهبة الاماراتية التي قدمت بعد عدوان تموز 2006، كان بناء مستشفى في منطقة وسطية في العرقوب تستفيد منها البلدات كافة. إلا أن رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة (المكلّف من الإماراتيين بالإشراف على المشروع) والنائبة بهية الحريري أقنعا الإمارات بتشييده فوق تلة في خراج شبعا على عقار يعود لعم هاشم. وحتى إنجازه وتجهيزه في 2009، لم تكن صيغة تشغيل المستشفى قد توضحت. السنيورة طلب من مستشفى الجامعة الأميركية تولّي التشغيل، لكن دراسة الجدوى الاقتصادية أظهرت أنه مشروع خاسر بسبب موقعه الجغرافي النائي والظروف المناخية القاسية شتاء، فضلاً عن أن مستشفى مرجعيون الحكومي أقرب الى أهالي العرقوب.

واوضحت "الاخبار" انه بالتزامن مع الجدل حول آلية التشغيل، اشتدت المعارك في المقلب السوري من جبل الشيخ الذي تحول إلى ممر للنازحين والمقاتلين السوريين إلى شبعا ومستشفيات البقاع الغربي. حينها، كثّفت جهات عدة، لا سيما الجماعة الإسلامية، اتصالاتها لفتح المستشفى. إلا أن بعض مرجعيات العرقوب عرقلت الخطوة خوفاً من تحوّله إلى مستشفى ميداني لعلاج المقاتلين السوريين. علماً أن المرجعيات نفسها باتت اليوم أقل تشدداً، ربطاً بانخفاض وتيرة التوتر الأمني في الجنوب السوري.

اضافت ان الملف جُمّد حتى تولي أبو فاعور وزارة الصحة. وافقت جمعية المقاصد الخيرية على تشغيله بإشراف الوزارة، فيما تعهدت الإمارات بتمويله لمدة خمس سنوات بمبلغ عشرة ملايين دولار، على أن تحول الوزارة مساهمة تشغيلية شهرية له. بعد توافر أموال التشغيل من الإمارات والوزارة، برزت أزمة التوظيف بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. إذ اشترط السنيورة تعيين رئيس مجلس إدارة للمستشفى محسوب على تيار المستقبل. وقع الاختيار بداية على تاجر أحذية حضر عدداً من الاجتماعات في الوزارة. لكنه تنحّى بعد أن وجد أن المشروع خاسراً اقتصادياً. قبل عام، كلّف أبو فاعور الطبيب عبد الحكيم عبدالله (شقيق منسّق "تيار المستقبل" في شبعا عبدالله عبدالله) رئاسة لجنة تشغيل المستشفى، إلا أن اللجنة لم تصمد بسبب الاعتراضات على أعضائها (جميعهم من خارج المنطقة). أخيراً، ذلّلت كل العقبات، وردّ أبو فاعور، الذي شكر السنيورة والحريري، الفضل أيضاً إلى النائب وليد جنبلاط الذي تفاوض مع السنيورة لفتح المستشفى. انتهت الأمور الى تشكيل لجنة إشراف عليا تضم الإمارات والوزارة على أن تتولى المقاصد إدارته. استحقاق التوظيف اقترب.

وحذر هاشم من طغيان المحاصصة والمصالح السياسية، داعياً إلى ترك الاعتماد على نتائج امتحانات مجلس الخدمة المدنية. التنافس في "المستقبل" حول التوظيف ظهر في شبعا بين الفريق المحسوب على عبدالله وآخرين. خطابات المتكلمين في احتفال الأمس الذي لم يُدعَ هاشم اليه، والشكر الذي انحصر بالسنيورة والحريري، تعطي إشارة عن المستفيدين من التوظيف.