إعتبر عضو المكتب السياسي في "حركة امل" ​حسن قبلان​ أنه "عندما نتكلم عن التعايش الإسلامي-المسيحي في فكر الإمام ​موسى الصدر​، فلأنه يقوم على التوازن في احترام الآخر بمعتقداته وقبوله كما هو"، مشيراً إلى اننا "في حركة "أمل" لا نؤمن بأن يكون المسيحي في ذمة المسلم ولا المسلم في ذمة المسيحي، بل نؤمن ان المسلم لبناني والمسيحي لبناني في ذمة الدولة اللبنانية الواحدة الموحدة في مؤسساتها وفي مقدمتها الجيش والمؤسسات الدستورية والقضائية"

وفي كلمة له خلال ندوة بعنوان "التعايش الإسلامي-المسيحي ثروة يجب التمسك بها" والتي نظمتها حركة امل لمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر في كنيسة مار يوسف - ​حارة حريك​ بحضور الخوري عصام ابراهيم ، رأى قبلان أن "هذا التعايش بمنطق التوازن في الدولة المدنية الراعية لجميع ابنائها على مختلف مواقعها ومناطقها الجغرافية، مؤكدا ان "قوة المسيحي هي بلبنان الواحد الموحد، بمؤسساته وجيشه" معلناً أن "حركة أمل مع تطبيق اتفاق الطائف بالكامل"، مشيرا الى "المبادرات الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف توحيد الكلمة حول القضايا الهامة والعمل ضد الفتنة والوقوف سدا منيعا في وجه المشروع التكفيري من أجل إنجاز الإستحقاقات الدستورية أولها وأهمها وعلى رأسها انتخاب رئيسا للجمهورية، لأنه رأس الدولة والمؤسسات وكل التعطيل الذي نعاني منه اليوم سببه تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية".

ودعا قبلان "النواب أن يكونوا مؤتمنين على الثقة التي منحهم إياها الشعب، وذلك بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تفعيل دور مجلس الوزراء من اجل معالجة المشاكل الملحة ووضع قانون انتخابي عادل يحقق التمثيل الصحيح لجميع اللبنانيين تمهيدا لبناء دولة عصرية".

بدوره رأى إبراهيم أنه "يكفي أن نعود إلى الإطلالة الأولى للامام الصدر على حياة اللبنانيين ونضالهم، لتدق من جديد ساعة الحقيقة، وتنكشف الغايات الوطنية الكبرى إدراكا وتحقيقا"، مؤكداً اننا "لن ننسى مجاهرته لإيمانه المسلم في الكنائس مثلما جاهر به في المساجد، وقد فتحت له مجامع القلوب، لأنه تخطى التمييز أمامها بين المؤمن والمؤمن، وجعل من الاثنين واحدا في الإنسانية، حتى ولو كانت الفروقات قائمة، وفي بعض عناصرها جوهرية بين دين ودين".

واشار الى "ان الإمام الصدر تجرأ بقوله إن المؤمن المسيحي هو أخ للمؤمن المسلم، ولم يحصر الأخوة ضمن حدود الدين الواحد، ولا القومية الواحدة ولا الانتماء الواحد أيا كان نوعه. ولم يرق هذا المنحى الفكري العملي لمن دخلت التفرقة قلوبهم وعقولهم. بينما الله واحد أحد، والأديان طرق إليه، وهو سبحانه يهدي من يشاء وإليه مآل الكل في اليوم الأخير. لذلك فإن قتل إنسان لإنسان باسم الله يصبح قمة الكفر وعين التنكر للذي يرحم الناس جميعا، ويحبهم محبة الأب لأبنائه والخالق لخليقته".

ولفت إبراهيم إلى ان "الإمام الصدر جسد قيم تلاقي المسيحية والإسلام في لبنان بأبهى صورها. ونحن مدعوون إلى مواجهة التائهين عن الحق في العالم، والمروجين لتخاصم دياناتنا من غير أسباب وملصقي الإرهاب بأمة أو بدين زورا وتضليلا، وإلى إعلاء شأن أولئك الذين، على غرار الإمام الصدر، يحملون في الأرض قوة إنقاذها من همجيتها، ودخولها آمنة إلى حرم الأخوة الشاملة"، معتبراً انه "كوننا نحيا في لبنان نعمة التلاقي بين المسيحية والإسلام في جو من الحرية، علينا دعم التفاهم العميق والمحبة المتبادلة، مترفعين فوق الآفاق الضيقة والمحليات الصغيرة كي نظهر للعالم أن لبنان الرسالة هو جوهر الوجود الوطني واستمراره ويستحق منا كل الجهد والعناء والقوة للحفاظ على صيغته وهويته الفريدة".