اكتست قبة وغرفة ضريح العالم ​حسن كامل الصباح​ في النبطية حلة جديدة من الداخل والخارج بعدما أزالت ​بلدية النبطية​ وعائلته غبار السنين والزمن عن الضريح، فأعيد ترميمه، وهو المحاط بمبانٍ شاهقة وسط المدينة تكاد تغطي عليه من كلّ الجوانب.

وقد جاءت هذه الخطوة لتعكس مدى اهتمام بلدية النبطية ولجنة الصباح الوطنية بهذا العالم المنسي في وطنه، وهو الذي رفع اسمه واسم العالمين العربي والاسلامي من خلال الاختراعات التي سجلها، وبلغت 71 اختراعاً منفرداً، و11 اختراعاً بالاشتراك مع علماء اخرين(1).

ولمناسبة إعادة ترميم ضريح العالِم المخترع الصباح في النبطية، نظّمت بلدية النبطية ولجنة الصباح الوطنية احتفالا برعاية النائب السابق انور الصباح، تحدّث فيه رئيس البلدية الدكتور احمد كحيل ومديرة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة سناء صباح والشاعر حسن جعفر نور الدين، وبمشاركة نواب المدينة وفاعلياتها، كما نُظّمت مسيرة رمزية من باحة دار البلدية إلى الضريح.

رمز للأجيال الطالعة

وشملت إعادة ترميم الضريح تجديد البلاط والدهان، واقامة خيمة من الزجاج الشفاف المقوى، تحيطها شجرات الارز اللبنانية، اضافة الى اقامة مكتبة داخل الضريح تحتوي كل اختراعات الصباح، وما قيل وما نشر حوله، من اعداد وتوثيق مسؤول النشاطات الثقافية في لجنة الصباح الوطنية وعضو بلدية النبطية الدكتور ​عباس وهبي​ الذي أكّد لـ"النشرة" أنّ الحلة الجديدة لضريح الصباح أنجزت بإشراف عضو بلدية النبطية المهندس خضر قديح واشراف مباشر من رئيس البلدية الدكتور احمد كحيل لما للصباح من مكانة واهمية وطنية في مدينة العلم والمقاومة في النبطية، وهو العربي الذي فاخر باعتماره الكوفية العربية للدلالة على انه عربي ولبناني.

وكشف وهبي أنه، في الوقت الذي لم يبرز فيه أيّ اهتمام من قبل الدولة بهذا العالِم الذي يفاخرون فقط باختراعاته ودوره على صعيد نقل الطاقة الكهربائية وتحويل اشعة الشمس الى قوة كهربائية، بادرت بلدية النبطية بالتبرع بمبلغ 25 الف دولار، وبالتعاون مع عائلة الصباح بمبلغ 20 الف دولار لترميم الضريح، وذلك في مسعى لاعادة إحياء دور هذا الرجل العبقري ليكون رمزاً للأجيال الطالعة للاقتداء به وبعلمه، علماً أنّه يوجد في ​مدينة النبطية​ أيضاً نصب للصباح في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية، ونصب اخر له يرتفع على مدخل المدينة لمحاكاة الاجيال والطلاب حول اهمية وعلم هذا العبقري.

مزار لطلبة العلم والتفوّق؟

من جهته، أعرب النائب السابق ​أنور الصباح​ عن افتخاره بدور بلدية النبطية، التي تذكرت ابن النبطية المخترع حسن كامل الصباح في الوقت الذي غيّبته دولته عن ذاكرتها، ملاحظاً أنّ أحداً لم يلتفت لضريح الصباح منذ سبعين عاماً حتى اليوم، وهو المواطن اللبناني والعربي والإسلامي، متسائلاً أين اهتمام الدولة به.

وفي حديث لـ"النشرة"، كشف الصباح أنّ الطموح يبقى بتحويل ضريح العالِم الصباح الى مزار لطلبة العلم والتفوق، وليتولى استاذ من وزارة التربية الشرح للطلاب من هو حسن كامل الصباح كي لا يبقى اسماً فقط على الالسنة، "بل يجب ان يتجذر بعلمه في الوجدان والذاكرة الوطنية".

هو حسن كامل الصباح، عالِم وعبقريٌ من لبنان، وكلّ المطلوب من الدولة إذا لم تكن قادرة على الحفاظ على مبدعيها، أن تخلّد ذكراهم على الاقلّ، خصوصًا أنّ في ذلك رفعاً لاسم الوطن، كلّ الوطن، قبل أيّ شيءٍ آخر...

(1)ولد حسن كامل الصباح في النبطية في 16 اب 1894 وتوفي في 31 اذار 1935 عن عمر 40 سنة في نيويورك في حادث سير، وسجل اختراعاته في 13 دولة، ولُقّب بـ"أديسون الشرق". لديه 71 اختراعا مسجلون باسمه و11 مع اخرين، واهمها جهاز ارسال تلفزيوني يستخدم للانعكاس الالكتروني، مرسل صور ومناظر، جهاز لتفريغ الشحن الكهربائي في الفضاء، جهاز يحول اشعة الشمس الى قوة كهربائية دامغة وغيرها.