بين معركة التمديد لقائد الجيش ومعركة قصر بعبدا يحاول ميشال عون ان يحقق اختراقاً ما في هذا الجمود القاتل الذي بدأ ينهك الرابية ويستنفد قواها خصوصاً انها في سباق مع الزمن في ما يتعلق بالاستحقاق ، فتارة تقترب «لقمة» الرئاسة من فم الرابية وتارة تبتعد بعد ان يتم سحبها بالقوة . والواضح في كل ما يحصل ان تيار المستقبل هو صاحب القرار الفصل في «ترهيب» الرابية في الملف الرئاسي على حد قول مصادر مسيحية، فالحريري يرسل اشارات ايجابية في هذا الملف تحت عنوان عودته الى السراي الحكومي ليعود ويفجر الوضع برمته مطيحاً بكل الايجابيات ، وعليه عبثاً يحاول ميشال عون اعادة ضخ الحياة في الملف المجمد فقرار ترشيح فرنجية من قبل تيار المستقبل لا يزال قائماً ولو بحماسة اقل من السابق خصوصاً ان ثمة تعقيدات كثيرة واجهت هذا الطرح ولا تزال وهي من نفس عراقيل وتعقيدات السير بخيار عون حتى ولو على حساب العودة الى السراي فكيف بقرار من نوع آخر بالسير في خيار عون.

وبالتالي تضيف المصادر ان حظوظ كل من عون وفرنجية غير واضحة المعالم بعد، لكن ذلك لا يعني ان البديل الرئاسي جاهز ومطروح وان كانت الرابية تخشى من خطة تحضير قائد الجيش عبر التمديد الثالث له الذي تحضر له القوى السياسية. فالواضح ان التمديد صار حاضراً وجاهزاً بقوة سواء وافق عون او اعترض ، وهذا الاجراء يعني وفق المصادر ان قائد الجيش عاد الى بورصة اسماء المرشحين الرئاسيين لينافس كل من الرابية وبنشعي ، وهذا الموضوع يستنفر زعيم الرابية بقوة الذي يعارض هذا التمديد في حين يبدو فرنجية وكأنه غير معني بهذا التمديد او هكذا يحاول ان يظهر كما تقول المصادر ربما لادراكه ان التمديد صار واقعاً وهو يضر بحظوظ الرابية اكثر مما يضر بحظوظه .

في كل الاحوال تؤكد المصادر ان التمديد الثالث لقهوجي صار محتماً هذا الاسبوع رغم كل الهمروجة العونية في مجلس الوزراء والانسحاب من الجلسة الحكومية لقهوجي ورغم كل الانتقادات والرصاص الذي اطلق من الرابية باتجاه اليرزة واشارت المصادر الى ان زيارة «فوتيل» على وقع التصعيد العوني ضد التمديد لا يمكن تجاهلها وعدم احتسابها في الاستحقاقات المقبلة ، فالمسؤول الاميركي يعبر الى حد ما عن مدى الرضى في القيادة الوسطى الاميركية على قياد ة الجيش والارتياح الاميركي للقيادة الحالية، ومن هنا فان الرابية دخلت مرحلة حساسة وهي في اعلى درجات الاستنفار و«عد الاصابع» للانطلاق في السباقات المطروحة من التمديد الى الرئاسة.

وعليه ربما ستظهر الايام ان ما توجس منه عون صار حقيقة، تضيف المصادر فبعدما عمل رئيس تيار المستقبل على شق صفوف 8 آذار بفرض ترشيح فرنجية ثمة من ينصب الافخاخ مجدداً في مسألة التمديد في المؤسسة العسكرية الذي سيحصل في الاسبوع الجاري كما تتوقع المصادر، بعدما قدم «التمديديون» اعذاراً تعذر التوافق السياسي على اسم جديد في قيادة الجيش والمخاوف من ان يؤدي الخلاف الى فراغ في المؤسسة العسكرية على غرار الفراغ في بعبدا، وعليه فان عون سيجد نفسه محرجاً مرة اخرى بعد محاولات حشره فحليفه في حارة حريك يقدم له كامل الدعم في المعركة الرئاسية بالتزام اخلاقي وحليفه الجديد في معراب يسانده في معركة القانون الانتخابي لكنه لا يمكن ان يشارك بالاعتراض على غرار عون وفتح معركة مع قيادة اليرزة، يبقى ان جلستي الحوار في الخامس من ايلول وجلسة انتخاب الرئيس في الثامن منه قد تحملان منحى او معطى جديداً ربما في هذا الملف.