كان يروّعنا في طفولتنا تعريف الإنسان بأنه »حيوان ناطق«. هذا ما علمتنا إياه الكتب في مطلع المرحلة الإبتدائية. ولا زلت أذكر ردّ فعلي الأول عندما إستمعت الى ببغاء يرطن ببضع كلمات، فسألت المرحوم والدي ما إذا كان هذا الببغاء إنساناً... لأنه ينطق!

استعدت هذين التعريف والحادثة، من زمن الطفولة، بعدما تلقيت نصّين صادرين عن اسقفين أميركيين يعترضان بقوة على موافقة الإدارة المختصّة على مشروع رهيب، ما زال يبعث فيّ القشعريرة، منذ أن اطلعت، أخيراً، على تفاصيله العلمية الرهيبة!

ودفعاً للتكرار، اترك لرئيسي الأساقفة ميكايال ف. بور بيدج اسقف رالي، وبيترج. دجيجيس اسقف شارلوت، اترك لهما أن يعبّرا عن الموقف من المشروع الرهيب الذي تتضّح معالمه من خلال النصّين المرفقين اللذين يحملان توقيعيهما إضافة الى إستنكارهما الشديد وهنا تعريبنا للنصين:

قال الأسقفان في النص الأول: «إخوتي وأخواتي في المسيح،

«أناشد تدخُلكم الفوري لإيقاف مسودة قرار رفعتهُ حكومَتُنا لـ»خلق» كائنٍ جديدٍ وهو مزيج من البشر والحيوان.

«ما أُعلنه ليس ضربا» من الخيال العلمي، فقد أعلن المعهد الوطني للصحّة أخيراً» عن نيَّتِهِ رفع حظر تمويل الأبحاث العلميّة التي تسمح بمزج الحمض النووي للإنسان والحيوان وخلق كائن نصف إنسان ونصف حيوان أو ما يُعرف بالهجين.

يعني ذلك، أنهُ، وللمرّة الأولى، ستنفق الحكومة الفيديرالية أموال دافعي الضّرائب على تدمير الحياة البشريّة من خلالِ خلق كائناتٍ جديدة ومن خلال التلاعب بها، وستكون حياتها مزيجاً ما بين البشر والحيوانات.

حالياً، يتمُ الأخذ بالآراء العامّة، وذلك ضمن فترةٍ زمنيّةٍ محدودةٍ، إذ يُغلق باب التعليقات على الموضوع في منتصف ليل 6 أيلول الجاري (…).

«يُمكنم نسخ ونقل التعليق المُدون أدناه في نافذة التعليقات الخاصّة بالموضوع، كما يُمكنم إيجاد توضيحات ومعلوماتٍ إضافية في صفحة Human Life Action Center.

توقيع المطرانين

ثم عمم الأسقفان نصّاً بمثابة عريضة ترفع الى المسؤولين اعتراضاً على المشروع. وفيه:

«نحثكم اليوم الإبقاء على حظر تمويل الأبحاث (...)».

***

شخصياً كنتُ قد أطلعت على إتجاه العلماء لانتاج كائن نصفه إنسان بشري ونصفه إنسان آلي... أما الإنسان - الحيوان فهو ما كنّا قد رأيناه (في الشكل الخارجي) في آثار الشعوب القديمة.

... والعياذ باللّه!