اغفر لنا لاننا لم نفهمك، أولم نفهم المبادئ التي ناضلنا من اجلها... اغفر لنا لاننا تهجرنا في بلدنا في اوائل التسعينيات، تاركين منازلنا واهلنا، وتشردنا من اجل قضية أضحت حلما صدمنا فيما بعد، ومن اجل مسيرة ظننا انها خلاصنا من كل محتل وميليشياوي ومتعامل...

اغفر لنا لاننا لم نسمع كلمتك، وانت في منفاك فاسسنا هيئات المناطق والمعلمين والهيئات الطلابية وخضنا الانتخابات آنذاك زمن الاحتلال، وحققنا انتصارات في غالبية الجامعات، ولكن للاسف لم يبق منها سوى كلّيتين زمن عودتك.

اغفر لنا لاننا سجنّا، و تعذبنا في غيابك من اجل مبادئنا، ومن اجل مقامك ولم نتركك ونتخلّ عنك، وبقينا في سجننا نسمع صدى اقوالك.

لقد ربيتنا على قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، فيما تقمع، اليوم الشراكة والديمقراطية والشورى، ويفرض النواب والوزراء والمسؤولون في الحزب.

فلم نعد نفهمك، ولم نعد نفهم قراراتك وخياراتك وعدم انصافك!

او ان احدًا بيننا قد غيرته الايام فانحرف واضاع البوصلة.

بربك هل يستحق اولئك المناضلون ان يعاملوا بهذه القساوة وتؤخذ بحقهم القرارات التعسفية الهمجية؟!

وهل يستحق اولئك الشباب الذين صمدوا ولم يرتهنوا في غيابك ان يفصلوا ويتشردوا وانت في رابيتك وان تحطم آمالهم ومعنوياتهم التي لطالما كانت موحدة قوية يوم كنت في منفاك؟!

ما قيمة القائد الذي تشوه صورته و تمحى من عيون مناصريه؟

وما قيمة الوطن ان دجّن شعبه وانتهكت ارادته و حكمه عقل عشائري؟!

شعب تربّى على النضال والعنفوان، فاستشهد وسجن وتهجّر...

ولم يستطع ان يفرّق بينه محتل ولا عميل ولا ان يغريه مال ولا ان يسيّره صديق او قريب او صهر...

بربّك يا جنرال، هل يستطيع الاب ان يميز ولداً على آخر؟

هل يحق له ان يرفع ابناً على حساب آخر؟

او هل يحق له ان يورث ابناءه ما لا يملكه ظانا ان النضال سلعة تشرى وتباع او تورّث؟!

يا جنرال، لقد ظلمت كثيراً في حياتك ونفيت، وخانك اقرب الناس، فرجائي الا تعامل ابناءك في التيار كما عوملت، وتقبل بالظلم لمحبيك الذين ضحوا واستشهدوا من اجلك ومن اجل لبنان.

اغفر لنا لاننا آمنّا بصدقك ونحن اليوم نصارحك بقلوب مجروحة وبعقول تربّت على ثوابتك التي لم نعد نفهمها او ان احداً منا قد غيرته الظروف.

حذار يا جنرال من اقرب الناس... فقد يكونون مزروعين بجنبك للتفريق بيننا ولافشالك، وحذار حلفاءك المستجدين فكثر منهم يتمنون غيابك ليرثوك. ظناً منهم انهم يستطيعون اخذنا بسهولة.

وحذار التجار والمتمولين فانهم يشترون مواقعهم حسب الظروف وبارخص الاسعار مقارنة لما سيجنونه لاحقاً... فكل شيء و بالنسبة لهم سلع تشرى وتباع.

وانت يا جنرال اعلم الناس ان تلاميذك لم ولن يخونوك لا في غيابك عن الوطن يوم اتهمت باخذ اموال الخزينة ولم يخذلوك يوم عدت من منفاك واتهمت بالعمالة وبتغيير مسارك السياسي، ظلوا الى جانبك يوم شكك بك الجميع.

فظلم ان تتهمهم بعلاقات بالسفارات او باختلاس الاموال التي تصرف اليوم على الحاشية واقرب المقربين ونحن ادرى واعرف بمصادرها وكمياتها وانت عليم بذلك...

يا جنرال، ان ما حققناه زمن الاحتلال وصولا الى يوم عودتك لهو انجاز عظيم سيكتب عنه في التاريخ، و ستفتخر به اجيالنا.

فلا تدع تلك الانجازات تهوي كهبوط جبل الجليد وتجري في الانهر وتصب في البحر من دون فائدة ويعود مجتمعنا الى نقطة الصفر.

خذ قراراً حكيماً فان القوي هو من يقدم دائماً على اجتراح الحلول وكلنا عليم ان العودة عن الخطأ فضيلة وكبير القوم منصفه...

عد ذلك الجنرال الذي اقنعنا بخياراته من التحرير الى الوحدة فالتحرر الى وثيقة التفاهم مع الشريك المبدئي الذي ان قال صدق وان وعد وفى...

افتخر يا جنرال بشبابك ولمّ شملهم فلن تجد اصدق واوفى منهم... وقد خبرتهم وخبروك لاكثر من ثمان وعشرين سنة.

ابدأ بعائلتك الصغيرة ومن ثم توسّع ولا تدع احداً يفرًق بينهم فانت الراعي الصالح وهم الرعية المخلصة ابدا...

عتبي عليك بقدر محبتي لك، وبقدر قناعتي بمبادئك الوطنية، سامح صراحتي واعلم يا جنرال ان قصور العالم واموالها لا تساوي ايمان شعب بوطنه ولا اخلاص شعب لقائده.