هل ستكون ولادة الحكومة الجديدة طبيعية وسريعة، ام ان مقتضيات التشكيل تحتاج الى مزيد من الوقت والجهد؟

الاجواء التي عكستها استشارات التشكيل في يومها الاول بدت تفاؤلية وايجابية، لكن الحذر يبقى موجوداً لا سيما في ما يتعلق بتوزيع الحصص والحقائب.

ووفقا للمعلومات المتوافرة فان المشاورات التي سبقت وترافقت مع الاستشارات التقليدية توحي بأن الامور تسير باتجاه ايجابي، خصوصاً بعد ان ترجم الرئيس بري خطاب مد اليد في استشارات التأليف وسمى الرئيس سعد الحريري متجاوزا كل ما حصل مؤخراً.

وحسب المصادر المطلعة فان المشاورات الفعلية التي سبقت وترافقت مع الاستشارات التقليدية اتسمت بالصراحة والمسؤولية، واعطت حتى امس انطباعاً بامكانية ولادة الحكومة في غضون فترة قصيرة.

وبرز في اليوم الاول من استشارات التشكيل اللقاء الذي جرى بين الرئيس بري والرئيس المكلف سعد الحريري الذي حضر الى مجلس النواب قبل موعد الاستشارات بنصف ساعة. ووصفت المصادر الاجواء بأنها كانت جيدة وايجابية رغم انها لم تخل من العتاب والملاحظات التي ابداها رئيس المجلس.

ولعل ابرز النقاط التي يمكن تسجيلها:

1- الاتجاه الى تشكيل حكومة موسعة من ثلاثين وزيراً تراعي مشاركة الاطراف. خصوصا ان الرئيس الحريري حرص امام الكتل والنواب على ان تكون حكومة الوفاق الوطني.

2- اجمعت الكتل والنواب على التسريع في ولادة الحكومة للتصدي للمشاكل والازمات التي تواجهها البلاد.

3- تميزت التصريحات والمواقف بمرونة واضحة بعيدا عن اللهجة المتشنجة او الاستفزازية.

4- رغم الاجواء الايجابية فقد رفع البعض سقف مطالبه في ما يتعلق بالحقائب الوزارية، وظهر ذلك جلياً في مطالبة كتلة «القوات اللبنانية» بحقيبة سيادية

ويطرح المطلب «القواتي» تساؤلات حول امكانية تقاسم الحقيبتين السياديتين للمسيحيين مع التيار الوطني الحر، مع العلم ان اجواء سادت في الثماني والاربعين ساعة الماضية بأن هاتين الحقيبتين ستكون من حصة رئيس الجمهورية والتيار.

ولفت ايضا ان رئيس تيار المردة طالب بحقيبة اساسية ووازنة والا فانه سيختار ان يبقى خارج الحكومة متفرغا للتحضير للانتخاب النيابية المقبلة.

وكما صار معلوما فان الرئيس بري يملك تفويضا كاملا ليس في شأن الوزارات التي ستخصص لكتلته النيابية بل ايضا في الوزارات الشيعية وتلك التي يفترض ان تكون من حصة الحلفاء الآخرين في 8 اذار.

وتقول مصادر نيابية مقربة من رئيس المجلس انه حريص على ان يكون التمثيل في الحكومة وازنا ويعكس حجم النيابي والسياسي للفريق الذي يمثله والذي يشمل «حزب الله» وباقي الحلفاء.

وتشير الى ان الجميع بات يدرك جيدا هذه الحقيقة، لافتة الى ان الاجواء جيدة وهي حتى الان في دائرة الاخذ والرد الايجابي.

من جهتها قالت مصادر نيابية مقربة من الرئيس الحريري ان الاجواء التي سادت في اليوم الاول من الاستشارات النيابية هي مشجعة وتتوافق مع توجهات الرئيس المكلف، مشيرة الى عناصر عديدة ابرزها الحرص على الاسراع في تشكيل الحكومة، وعلى ان تكون حكومة وفاق وطني موسعة.

اما مصادر كتلة التيار الوطني الحر فلاحظت ان الاجواء ايجابية، مستبعدة حصول ازمة تأليف. ورأت ان الجميع حريص على المشاركة وعلى انطلاقة العهد بزخم لمواجهة الاستحقاقات ومعالجة الملفات المطروحة.