غادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد ظهر امس مجلس النواب بعد الاستشارات التي اجراها في اليومين الماضيين بانطباع ايجابي ومشجع على الاندفاع في مرحلة التأليف الجديّة التي ستشهدها الايام المقبلة.

ولم يخف الحريري امام الكتل والنواب ارتياحه لمناخ التعاون الذي لمسه من الفريق الآخر قبل الحلفاء، مبديا حرصه على العمل من اجل تشكيل حكومة وفاق وطني جامعة تعكس ارادة ورغبة كل الافرقاء والاطراف السياسية.

ووفقاً للقراءة الاولية لاجواء ما بعد انتهاء استشارات التشكيل امس، فان هناك عوامل ايجابية عديدة يمكن ان يستفيد منها الرئيس الحريري للاسراع في تأليف الحكومة. كما ان هناك بعض المطبّات التي سيسعى الى تجاوزها، لا سيما في ما يتعلق بتوزيع الحقائب السيادية والوازنة بالتشاور مع رئيس الجمهورية والتعاون مع الكتل النيابية.

والبارز في اليوم الثاني للاستشارات اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف مع كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد، حيث اكدت مصادر مطلعة ان الاجواء كانت ايجابية وجيدة وان الكتلة ركزت على ثلاث نقاط هي:

1- التأكيد على الموقف الذي اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اول امس، والمطالبة بحكومة وحدة وطنية.

2- تفويض الرئيس نبيه بري مناقشة تشكيل الحكومة بما فيها الوزارات والحقائب والتوجهات.

3- التأكيد على مشاركة الحلفاء في الحكومة الجديدة.

ونقلت المصادر ارتياح الرئيس الحريري لاجواء الاستشارات وقوله ان الجميع ابدوا تعاونا من شأنه ان يساعد في تسهيل تأليف الحكومة، وانه عازم على ان تكون حكومة وفاق وطني، وعلى الاسراع في عملية التشكيل.

وحسب المعلومات، ايضا فان لقاء ثنائيا قصيرا جرى بين النائب حسن فضل الله ومدير مكتب الرئيس المكلف نادر الحريري، تبودلت خلاله العبارات والمواقف الايجابية التي تعكس الرغبة في انجاز الاستحقاق الحكومي باسرع وقت ممكن.

وتقول المعلومات ان موقف الرئيس نبيه بري الايجابي منذ تسميته الرئيس الحريري يشكل العنصر الايجابي الاول الذي يزيد من مساحة التفاؤل، وان اجواء اللقاء مع كتلة حزب الله تعتبر ايضاً عنصراً مهماً يعزز هذه المساحة ويساعد الرئيس المكلف في مهمته.

وفي المقابل، تبرز عقبة اساسية في وجه التأليف تتمثل بتوزيع الحقائب السيادية والوازنة لا سيما في ظل المطالب التي طرحتها الكتل النيابية امام الرئيس الحريري.

ومن المنتظر ان تتركز المشاورات في الايام المقبلة على هذه المسألة بالذات. ويأمل الرئيس الحريري ان يتجاوز هذه المصاعب مستعيناً برئيس الجمهورية وتياره، خصوصاً في شأن مطالب «القوات اللبنانية» التي وصفت بأنها ذات سقف عال وضاغط.

من هنا تقول مصادر مطلعة انه لا يمكن الجزم بولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال كما تردد في بعض وسائل الاعلام، لكنها تشير في الوقت نفسه الى ان كل عملية تفاوض تبدأ بمثل هذا النوع من المطالب للوصول الى قواسم مشتركة او توزيع حصص بشكل موضوعي يراعي ويتناسب مع حجم تمثيل كل كتلة نيابية.

ومما لا شك فيه ان الرئيس الحريري سيأخذ بعين الاعتبار كل هذه العناصر لبلورة التشكيلة الحكومية، مع العلم انه يستعجل التأليف لتسريع عودته الى الحكم، وللافادة من الاجواء التي يرى انها ايجابية ومشجعة بعد حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب العماد عون.