اشار مدير الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام ​خضر ماجد​ الى انه للثقافة مهام ومعنى أوسع من الاعلام بالرغم من تكاملهما في محجالات ومحطات كثيرة، غير أن للإعلام والثقافة هدف واحد هو تأمين التواصل ما بين الناس والاتصال بهم بهدف ايصال المعلومة، فالثقافة تعني التفاعل والاتصال بين اعضاء المجتمع والاعلام الثقافي يعني انتقال المعلومات او الافكار او الاتجاهات او العواطف من شخص او جماعة او وسيلة الى شخص او جماعة اخرى من خلال الرموز. ويعتبر الاعلام ثقافي عندما يقدم مضمونا أو رسالة ثقافية معينة، عبر نقل المضمون الثقافي عن طريق الرموز في وسائل الاتصال والاعلام.

ولفت ماجد خلال حديثه عن "العلاقة التكاملية بين الإعلام والثقافة" لمجلة "شؤون ثقافية" الصادرة عن المديرية العامة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، الى انه بالرغم من الهوة الكبيرة بين المنطقة العربية والعالم في صناعة التكنولوجيا وثورة المعلومات برع اللبنانيون في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والاعلام. ويبقى لبنان ركيزة نمو ومنافسة استثنائية في المنطقة، بسبب موقعه وجامعاته وشبابه المتعلم والمبتكر. وهو ملتقى هام لتلقى وتصدير التكنولوجيا وصناعة البرامج ووسائل الاتصال الحديثة ويشكل موقعاً استثمارياً ناجحاً ومتقدماً في هذا المجال. ويعتبر لبنان مركزاً اعلامياً متقدماً ومرموقاً في العالم حيث اكدت الدراسات العالمية بانه يأتي في طليعة دول العالم العربي في هذا المجال، ويشكل محور استقطاب للعديد من محطات التلفزة والاذاعة والصحف والمجلات والكتب العربية والعالمية بالإضافة الى المحلية المتنوعة والمتخصصة اضافة الى الفضائيات والمواقع الالكترونية، ويتميز بحرية الرأي والفكر والمعتقد وبتوفر الكفاءات والخبرات ووجود كليات لتدريس اختصاص الإعلام بفروعه المرئي والمسموع والمكتوب والاعلان والعلاقات العامة والتوثيق والفنون والاخراج والمسرح والتمثيل، مما يوفر أرضية خصبة لهذا العالم الواسع من الانتاج والابتكار والابداع عبر طاقات اعلامية تبرز جلياً على شاشات ومحطات الاعلام المحلية والعالمية المختلفة.

اضاف ماجد قائلا: "تزدهر صناعة الاعلام في لبنان وتتعدد المهن الاعلامية فيه، مع وجود ثماني محطات تلفزيونية محلية وفضائية لبنانية بالإضافة الى عدد كبير من المحطات العربية والاجنبية التي تتخذ من لبنان لها مقراً او مركزاً تطل عبره على العالم. مع مكاتب لمختلف وكالات الانباء والصحف والمجلات العالمية والمحلية، والمطابع ودور النشر، وهذا الاعلام يأتي مع تمايز الشعب اللبناني بمواكبته لاحدث العلوم والاختراعات والثقافات ويشكل ثروة بشرية مبتكرة ومتخصصة حيث يسجل التعليم بمختلف مراحله حتى الدراسات العليا اعلى الارقام نسبة الى الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط، مما وفر عمالة وطنية متخصصة وكفوءه. اضافة الى أن نسبة المتعلمين في لبنان تبلغ حولي 90 بالمئة وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة مع دول المنطقة بشكل عام".

واشار ماجد الى دور الاعلام في لبنان لاسيما العام منه عبر استراتيجية تقوم بها وزارتا الاعلام والثقافة بمساندة ومؤازرة الاعلام الرسمي والمؤسسات الثقافية وهذا لا يعني التوجيه الاعلامي والثقافي بقدر ما هو تثبيت الوعي وحفظ الهوية الوطنية والثقافية في ظل العولمة القائمة في عصرنا الحديث. ولذلك تقوم مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام بمجموعة من النشاطات والمؤتمرات والندوات والنشر تقليدي والحديث لمواكبة التكنولوجيا العالمية، فعملنا علة التسويق والشر عبر مختلف الوسائط وبلغات متعددة لتعميم الوجه الاعلامي والثقافي المشع للبنان وكذلك السياحي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ومشاركة الرأي العام والتفاعل معه بواسطة العديد من صفحات التويتر والفيسبوك والانستغرام اضافة الى الموقع الالكتروني المتعدد اللغات حيث يحاكي المغترب اللبناني في الخارج من جهة ويخاطب المستثمر والسائح الاجنبي من جهة اخرى.