لفت وزير الصّناعة ​جو عيسى الخوري​، خلال حفل تخريج طلّاب مؤسّسة "الكفاءات"، إلى "أنّنا نحتفل بتخرّج 150 شابّة وشابًّا عملوا بجدّ وثابروا وآمنوا بأنفسهم، واليوم يجنون ثمار سنوات من التعب والتفاني. وما يسعد أكثر أنّ نسبة الخرّيجات توازي تقريبًا نسبة الخرّيجين، 50% فتيات و50% شباب، وأن تخصّصاتكم متنوّعة بين الصّناعة، التصميم الغرافيكي، تصميم المجوهرات، الضّيافة، الإلكترونيّات، المحاسبة، والمعلوماتية... وكلّها اختصاصات يحتاجها ​لبنان​ بشدّة، كونها تمثّل ركائز أساسيّة لبناء اقتصاد إنتاجي حديث ومتطوّر".

وأشار إلى أنّ "في الصّناعة، هناك قطاعات كثيرة تبدأ من الطّين. الطّين ليّن، بلا شكل، لكنّه غني بالإمكانات... غير أنّ الطّين ما لم يُعالج، يبقى هشًّا، ولا يشتدّ إلّا إذا دخل النّار. لكن تلك النّار ليست نار الإحراق، بل نار التحويل والتقوية، وهكذا يصبح الطّين أصلب وقادرًا على الدّخول في عدّة صناعات".

وتوجّه عيسى الخوري إلى المتخرّجين قائلًا: "أنتم كنتم مثل ذلك الطّين. جئتم مفعمين بالطّموحات والأحلام والأمل، وتعمّدتم بنار "الكفاءات" الّتي صقلتكم، وحوّلتكم إلى شباب وشابات أقوياء، مستعدّين لتطوير لبنان والمساهمة في تحسينه". ورأى أنّ "الصّناعة الحقيقيّة هي "الإنسان"، أنتم من ستعملون، وتبدعون، وتُحدثون الفرق"، مؤكّدًا "أنّنا لم نعد نرغب في تربية أبنائنا وبناتنا ووضع عبارة "صُنع في لبنان" عليهم وتصديرهم إلى الخارج، بل نريدهم أن يبقوا في لبنان، لا بل أن نعيد كل من اضطر للرّحيل خلال الأزمات".

وشدّد على أنّ "الإرادة تتغلّب على كل الصّعوبات، فكثر منكم كسروا حواجز صعبة وتجاوزوا مراحل قاسية، وهذا بحدّ ذاته درس لجميع الأجيال"، مركّزًا على أنّ "الصّناعة تحتاج إلى المهارة، إلى شباب وشابات يجيدون تشغيل المعامل والحواسيب، وتصميم وصناعة المجوهرات، وخدمة الزبائن، والمحاسبة".

كما أوضح أنّ "في وزارة الصناعة هناك إيمان بضرورة توسيع وتنظيم الشّراكة مع "الكفاءات"، وتعزيز التعاون مع الصّناعيّين عبر جمعيّة الصّناعيّين الّتي ينبغي أن ترى كيف يمكن للمؤسّسة أن تساهم في رفع مستوى الكفاءة وجودة العاملين والموظّفين"، معتبرًا أنّ "في كل مصنع، يجب أن يكون لخرّيجي "الكفاءات" بصمة، وفي كل صف، يجب أن يتواجد طلّاب وأفكار تساهم في تطوير الصّناعة".