محمد بك الفضل واحد من رجالات الاستقلال وتوقيعه واضح على العلم اللبناني الاول، ورغم ذلك لم يدرج اسمه خلال العهود الماضية على لائحة تكريم رجالات الاستقلال بوضع أكاليل من الورد على أضرحتهم، فهل ينصفه العهد الحالي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتنتهي مرحلة مؤلمة من تغييبه عن التكريم؟

هو سؤالٌ يُطرَح بقوة في ظل استلام الرئيس عون مقاليد العهد وتعهده برفع الغبن عن كل الرجالات اللبنانية التي رحلت وتركت أثرا في عقول الاجيال، فكيف اذا كان رجلاً من رجال الاستقلال.

هكذا، تأتي الذكرى الثالثة والسبعون لاستقلال لبنان والذكرى الثلاثون لرحيل رجل الاستقلال محمد فايز بك الفضل، ومدينة النبطية برجالاتها وبلديتها وقواها الحية وابناء العائلة ينتظرون ان يدرج اسم الفضل على لائحة تكريم رجالات الاستقلال بعدما حرم من هذا الحق سنوات طويلة منذ الاستقلال الى يومنا هذا، وان كان ابناء العائلة والنبطية يعلقون الامال على الرئيس عون بادراج اسم الفضل وارسال ممثل عن رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس لزيارة ضريحه في جبانة المدينة ووضع اكليل من الورد عليه كما تجري العادة مع تكريم رجالات استقلال لبنان.

وفي هذا السياق، يقول الابن الأكبر للفضل أحمد لـ"النشرة" أنّ لائحة تكريم رجالات الاستقلال لم تتضمن طيلة السنوات السابقة اسم والده الذي يظهر توقيعه بشكل جلي على العلم اللبناني الاول، مما كان يترك غصة في قلوبنا وأبناء مدينته النبطية، "لكننا هذه السنة كلنا أمل ان يبادر رئيس الجمهورية العمال ميشال عون باماطة اللثام عن حقبة من تهميش دور الفضل كرجل من رجالات الاستقلال وان يبادر الى تكريمه ووضع اسمه على لائحة تكريم رجالات الاستقلال وايفاد ممثل عن رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس لزيارة ضريحة وقراءة الفاتحة لروحه ووضع اكليل من الورد كما العادة مع كل رجالات استقلال لبنان. وأضاف: "نحن بدورنا كعائلو وابناء النبطية سنزور الرئيس عون في قصر الشعب في بعبدا لنشرح له دور والدي في تحقيق استقلال لبنان الى جانب غيره من الرجالات من عادل عسيران وصبري حمادة وصائب سلام والمير مجيد ارسلان ورياض الصلح الذي لطالما كان يزور النبطية ويلتقي بوالدي بحضور وزراء ونواب لبنانيين".

واستغرب الفضل ان يغيب عن بال المسؤولين ​محمد الفضل​ احد رجالات الاستقلال والذي لا يزال اسمه وتوقيعه واضحين على العلم اللبناني في كتاب التاريخ الى جانب الراحلين صائب سلام وصبري حمادة، وقال: "في كل عام كانت تكر سبحة تكريم رجالات الاستقلال دون ان يكون والدي من بين تلك الرجالات المكرمة ولو باكليل من الورد يوضع على ضريحه اسوة بغيره، مع العلم وللتذكير وان نفعت الذكرى ان الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح كانا يزوران الوالد في منزله في النبطية عندما يجولان في الجنوب".

وتوجّه الفضل بالتحية إلى ​بلدية النبطية​ التي دأبت على تكريم والده وزيارة ضريحه في كلّ عيد استقلال، "وهي التي كانت السباقة الى اطلاق اسمه على شارع في مدينة النبطية يمتد من محيط مصرف لبنان الى وسط المدينة عربون تقدير لهذا الرجل المنسي في وطنه"، كما شكر النائب ياسين جابر الذي يقوم سنويا على رأس بوفد بزيارة الضريح وقراءة الفاتحة ووضع اكليل من الزهور.

ومن جهته، أوضح رئيس بلدية النبطية ​أحمد كحيل​ ان قيام البلدية باطلاق اسم رجل الاستقلال محمد الفضل على احد شوارع المدينة هو لفتة تقدير لهذا الرجل وانعاش لذاكرة الدولة لعدم تغييب رجالات استقلالها عن التكريم، ملاحظاً أنّ الفضل المتدرج بين النيابة والوزارة والذي ساهم بصنع الاستقلال والذي مهر توقيعه على العلم اللبناني الاستقلالي الاول لم يمنح حتى اليوم الوسام الجمهوري المقرر له منذ رحيله.