كعادتها، وفي اطار المشاريع التنموية والخدماتية التي تساهم فيها الكتيبة الاسبانية العاملة في اطار اليونيفيل في الجنوب اللبناني منذ انتشارها في القطاع الشرقي في العام 2006، ومنها انارة الطرقات على الطاقة الشمسية ودعم البلديات، أعادت الكتيبة المذكورة تحديث وتطوير محطة تكرير الصرف الصحي في بلدة ديرميماس الجنوبية بكلفة 30 الف دولار مقدمة من الحكومة الاسبانية عربون تقدير وصداقة للبلدة التي ارتبطت بعلاقات وطيدة مع ضباط وعناصر الكتيبة المتمركزين في البلدة.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس ​بلدية دير ميماس​ الدكتور ​جورج نكد​، في حديث لـ"النشرة"، ان الحكومة الاسبانية مولت اعادة تطوير وتحديث محطة التكرير في البلدة الموجودة اصلا منذ العام 2004، الا انها لم تكن تعمل بكامل طاقتها نظرا للانقطاع المستمر للكهرباء، ولكن بعدما اوجدت البلدية مولدا لتغذية البلدة بالتيار صار بالامكان تشغيل المحطة بقدرتها الكافية.

وأشار نكد إلى أنّه تمّ تدشين محطة التكرير، بعدما تبرعت إسبانيا بالمبلغ، وذلك وفقا لاعلى المعايير التقنية الموجودة في اسبانيا، لافتاً إلى أنّ مبنى المحطة بعيد عن ​نهر الليطاني​ ما نسبته 2 كيلومتر، "ما يعني ان التهمة التي وجهت الينا سابقا بأننا نلوث نهر الليطاني بالمجارير الصحية تهمة مردودة لاننا حريصون على الليطاني كنهر تربينا حوله وأكلنا من خيراته وهو ليس نهرا طائفيا ويهم كل الجنوبيين واللبنانيين على وجه الخصوص".

وكشف نكد أنّ البلدية تعاقدت مع شركة خاصة لادارة المحطة، "وبعد شهر سنجري اختبارا خاصة وان الفلاتر تم توسيعها وتنقيتها لتصبح قادرة على العمل في تكرير المياه المبتذلة بقدرة اعلى تستطيع قتل البكتيريا"، مؤكدا ان عدد اهالي البلدة في الشتاء 400 نسمة وصيفا 1500 نسمة، "ونحن سنراقب عمل المحطة التي باتت جاهزة لتكرير المياه المبتذلة والاسنة"، منبّهاً إلى ان "اي خلل ستتحمل مسؤوليته الشركة المشغلة التي تديرها والتي التزمنا معها بعقد سنوي لاننا ضد اي ضرر بيئي وصحي يلحق بأهلنا او بمياه الليطاني".

وإذ طالب نكد كل البلديات من البقاع الغربي الى الجنوب والتي تنتشر على جانب الليطاني من المنبع الى المصب بما فيها المصانع حذو حذو بلدية دير ميماس باقامة محطات تكرير لمياه الصرف الصحي، أكد أنّ "المشروع الذي تستفيد منه بلدتنا من الناحية البيئية سيحد من تلويث الطبيعة ومياه الليطاني وينتفي تلويث المياه الجوفية"، موضحاً أنّه "اذا ما اقيمت محطات التكرير في البلدات القريبة من النهر تنتفي اسباب تلوثه"، وقال: "نحن سمعنا في الاعلام ان البنك الدولي دعم الدولة اللبنانية بـ55 مليون دولار لاقامة محطات تكرير في لبنان وعلى المعنين الاسراع في اقامة هذه المحطات"، مشددا على ان العلاقة مع قوات اليونيفيل المنتشرة جنوب الليطاني علاقة حب ومودة وصداقة، "وهم من خلال المشاريع التنموية التي يقيمونها لبلداتنا انما يساهمون في الاستقرار الاجتماعي والامني جنبا الى جنب مع جيشنا اللبناني المرابط في هذه المنطقة العزيزة من لبنان".

من جهته، أكد رئيس بلدية دير ميماس السابق ​كامل مرقص​ لـ"النشرة" أنّ اليونيفيل قدمت مشاريع عدة للبلدة ومنطقتها، وخصوصا الكتيبة الاسبانية المنتشرة في منطقة مرجعيون، "وهذا ما يدعونا للتمسك بهم"، ولفت إلى أنّ "مبادرتهم لتأهيل محطة التكرير في البلدة مبادرة طيبة تعبر عن مدى الروابط بيننا والمحبة التي تجمعنا".

وأشار مرقص إلى أنّ محطة تكرير المياه أصبحت متطورة، "وعلى ابناء منطقتنا الاقتداء بنا من خلال اقامة محطات تكرير للصرف الصحي تساهم وتلبي مطلبنا بالاهتمام بالارض والشعب والبيئة التي نعيرها اهتماما كبيرا"، وختم قائلاً: "نحرص على ان نؤكد اننا لسنا من هؤلاء الذين يساهمون بتلويث مياه الليطاني".