بموازاة العمليات العسكرية التي انطلقت في العراق لانهاء وجود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي عرف ب «داعش» تستمر القوى الامنية اللبنانية ولاسيما مؤسسة الجيش اللبناني بتحقيق النجاحات لناحية ايقاع الرؤوس الكبيرة التابعة لهذا التنظيم والتي هوت اعداد كبيرة منه اما قتلاً او سجناً,بعمليات نوعية تعتمد على شجاعة عناصر الجيش والمخابرات والتي تقتحم وتهبط على جحور الارهابيين لتخرجهم من دون الحاجة الى استعمال الطائرات الحربية المتطورة التي تفتقدها مؤسسة الجيش لقطع اوصال هيكلية هذا التنظيم .

بالامس سقط امير آخر بيد الجيش هو احمد يوسف امون ابن عرسال الذي كان يقيم في منطقة «جوسيه» السورية او منطقة المشاريع وفق ما هو متعارف عليه من ابناء المنطقة , وبرفقته 10 ارهابيين ومعظمهم يحمل الجنسية السوريةـ عدنان اسماعيل فاضل - تهامي محمد عيوش - علي محمد امون - عصام احمد صديق- عكرمة تهامي - عبدالرحمن رفيق الغاوي- محمد رفيق الغاوي - حسام عبد الكريم العكلة - محمد حسين امون - عبد اللطيف حسن صديق.

احمد يوسف امون الذي كان ينفي دائماً علاقته بـ «داعش» الا ان شريحة كبيرة من اهل عرسال تعلم عن ارتباطه بالارهابيين وتعاونه معهم لاسيما وانه على اتصال دائم مع السوريين قبل حصول الاحداث وبعدها حيث غادر جوسيه بعد اشتراكه في القتال هناك الى عرسال وسكن في وادي الارانب في احد المخيمات المنتشرة (وهو من الاشخاص الذين ليس لديهم ملكية في عرسال) هناك وهي تقع على اطراف عرسال لناحية الجنوب، قبل الوصول الى مدينة الملاهي التي تقع على مقربة من حاجز الجيش (ليست ضمن جرود البلدة) والتي كانت مجرد اراض غير سكنية الى ان لجأ اليها النازحين السوريين .

لم يكن لامون اي نشاط ظاهر داخل عرسال المدينة، لحين اغتيال قتيبة الحجيري حيث القى البعض التهمة عليه كون الاول شارك في تسليم قريب امون والذي يحمل الاسم نفسه انما يلقب بـ «البرّيص» (استطاع الجيش القبض عليه في شباط 2016 وقتل حينها احد اصدقائه الارهابيين المدعو نايف حديد والملقب بـ «ابو الفوز الشعلاني»).

ووفق مصادر امنية مطلعة فانه ثبت ان امون هو الامير الفعلي «لداعش» وشارك في كل الاعتداءات على الجيش اللبناني وارسال السيارات المفخخة لاستهداف الضاحية الجنوبية وتجنيد واعداد ونقل انتحاريي القاع مع آخرين فيها , كما اقدم على قتل عناصر من الجيش وقوى الامن الداخلي وعدد من المدنيين في عرسال بتهمة التواصل مع الاجهزة اللبنانية وهو كان في صدد ارسال سيارات تم تفخيخها الى الداخل اللبناني وقد قامت عناصر مخابرات الجيش اللبناني بعملية خاطفة تميزت بالحرفية والمباغتة بعد رصد لتحركات مجموعة الارهابي امون وتمكنت عند الفجر من القبض عليه بعد عزل المنطقة من قبل وحدات الجيش المنتشرة الى مربعات والاشتباك مع الارهابيين وقد اصيب امون في يده ورجله اصابة بليغة، حيث تم نقله بواسطة طوافة عسكرية لمعالجته استعداداً للتحقيق معه.

الصيد الثمين الذي وقع بين ايدي الاجهزة اللبنانية قد يكون مفتاح العديد من الاعمال الارهابية والوحشية التي مورست بحق عناصر المؤسسة العسكرية وضباطها لاسيما الاعتداء الذي شارك فيه امون مع مجموعة بينها عمر التومللي على الجيش عام 2013 والتي ادت الى استشهاد الرائد بيار بشعلاني والرقيب اول زهرمان .

وبانتظار اعترافات امون، هناك من سبقه الى سرد بعض الوقائع ليومياته في العمل الارهابي اعترف بها شقيق احمد امون «الاول» الذي سبقه الى السجن علاء امون الموقوف في شهر آب حيث ادلى بالكثير من الاعترافات ومنها ما يتعلق بشقيقه «البريص» واحمد يوسف امون «امير داعش».

ومما جاء في اعترافات علاء آنذاك ان شقيقه «البريص» بايع داعش وانتقل الى جرد عجرم وبعد اقفال الجيش اللبناني جميع مسارب التهريب طلب منه مساعدته على تأمين الحاجيات لعناصر المجموعة الذين يذكر منهم احمد محمد امون المعروف بـ «احمد محمد جميلة»، ابو بكر الرقاوي، ابو عبد السلام الحموي، عبد الاله علي امون الملقب بـ «ابو علي».

كما اعترف علاء بانه كان يقصد خيمة احمد محمد امون في مخيم وادي الارنب برفقة ابو عبد السلام والرقاوي وفي احدى المرات قصد الخيمة التي كان في داخلها آنذاك امون برفقة نايف زين الدين وابو الرقاوي وكانوا يقومون بتصنيع عبوات ناسفة كما شاهد كمية من النيترات ومادة لونها احمر ذات رائحة كريهة وخمسة براميل متوسطة الحجم ولكنه لم يعلم من استهدفوا بهذه العبوات.

كما اعترف علاء بان احمد امون اخبره بان قتيبة الحجيري الملقب بـ «قتيبة الاستاذ» هو من سلم شقيقه احمد للاجهزة الامنية وان عليهما الانتقام. وقام بعدها برفقة شقيقه عبد الحكيم بمراقبة قتيبة و وعلى اثرها طلب منه تامين لاصق اسود لزجاج سيارة وهي التي نفذ فيها عملية قتل الاستاذ برفقة الرقاوي، كما كان لديهم نية بقتل المدعو م.ص كونه يعمل لصالح الجيش لكنهم فشلوا .

لم تقتصر عمليات امون وصحبه على العسكريين واهالي بلدة عرسال بل طالت اجتماع المشايخ في عرسال عندما تم تفجير دراجة نارية امام مكان اجتماع اعضاء الهيئة والتي ذهب ضحيته شيخين من الهيئة الشرعية.