أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خلال ترأسه القداس والجناز في الذكرى 11 لاغتيال النائب ​جبران تويني​، إلى ان "جبران تويني وأحباءنا الآخرين الذين استشهدوا من أجل لبنان كانوا يحلمون بوطن ديمقراطي، حر، منفتح، وعصري، تسوده العدالة وتطبق فيه القوانين ويكون الانسان فيه محترما كما الدستور"، معتبرا ان "ما نشهد اليوم انحطاط أخلاقي قبل الانحطاط السياسي والاقتصادي والاعلامي".

ورأى اننا "اليوم نشهد أنانية لم يشهد لبنان لها مثيل وفساد ليس بعده فساد، إن العالم يتقدم ويتطور واللبنانيون يتقوقعون طوائف ومذاهب عوض العمل على بناء الدولة التي تجمع كل اللبنانيين ويكون الولاء فيها للدولة والجيش والدستور اي للوطن لا للحزب"، مشددا على ان "الإيمان بالله ضرورة لكن إيمان الانسان بالله ينمي فيه روح التواضع والمحبة وقبول الآخر والاصغاء إلى صوت الضمير الذي هو صدى لصوت الله فيصبح المواطن أمينا صادقا خلوقا يحترم الآخرين".

ولفت عودة إلى ان "جبران تويني كان انسان عميق الإيمان بالله لكنه لم يجعل إيمانه مطية لمصالحه ولا أرثوذكسيته عائقا أمام صدق انتمائه الوطني"، لافتا إلى اننا "نأمل أن نشهد ورشة بناء عامة في كل حقول بعد انتخاب رئيس البلاد العماد ميشال عون".

وأوضح انه "بعد الانتخابات الرئاسية برزت معضلة تكشيل الحكومة، لبنان اليوم في أمس الحاجة إلى الحكومة لتسيير أمور الناس"، لافتا إلى انه "يخيل إلينا اننا أمام قالب حلوى يتناتشه الجميع، وأصبحنا نسمع عن وزارات سيادية ووزارات خدماتية ووزارات دسمة ووزارات من الدرجة الخامسة أو العاشرة لا تجذب أحدا لكن هذا الانسان لا يجذبه الله إليه، كما بتنا نسمع عن وزارات مطوّبة لأحزاب أو طوائف لا يفكرون إلا بأنفسهم وبالانتخابات القادمة وبالخدمات التي سيقدمونها لأزلامهم ويتناسون ان الوطن بحاجة إلى كل جهد وتضحية وان المواطن لم يعد يحتمل ويستحق ان يكون كل وزير أو نائب في خدمته"، داعيا إلى "الالتفاف حول رئيس البلاد والتكاتف والعمل من أجل الخروج من ظلمة حالكة إلى أفق مضيء وهذا لن يحصل إذا ما تخلى الجميع عن أنانيتهم".