نظمت جمعية "آل البيت الخيرية" برعاية آية الله العظمى السيد علي السيستاني ممثلا بالاستاذ ​حامد الخفاف​ مهرجان الصادقين الشعري الثالث بمناسبة ولادة النبي محمد وولادة الإمام جعفر الصادق، وذلك تحت عنوان "تعالوا الى كلمة سواء".

وأوضح الخفاف أنه "في مرحلة عصيبة، يمر بها عالمنا العربي والاسلامي، إذ تعصف به تيارات فكرية جمحت بمفهوم الدين إلى غير مقصده، وابتعدت به عن سياقه القيمي والأخلاقي، تقيم جمعية آل البيت الخيرية مهرجان الصادقين الشعري الثالث، تحت عنوان "تعالوا إلى كلمة سواء" في محاولة منها لتأصيل ثقافة الحوار والاعتدال والوسطية وقبول الآخر وهو النقيض الحضاري لمنطق التعصب والتطرف والظلم والإقصاء"، لافتاً إلى أن "عنوان المهرجان لهذا العام، مستل ومستوحى من الآية 64 من سورة آل عمران: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئاً". ولست في صدد الخوض في شرح هذه الآية الكريمة، لأن المقام مقام شعر وأدب، ولكنني سوف أشير لمماً إلى بعض الملاحظات بعد استقراء متواضع للتفاسير الروائية والفلسفية والأدبية والحركية والشاملة، ومعاجم اللغة والمصنفات التاريخية، وأدبيات الحوار الاسلامي المسيحي".

وأشار إلى أن "كلمة "سواء" هي العدل والانصاف، العدل يفقد الدين مضمونه العملي، بل نستطيع القول ان العدل مع الكفر مقدم على الظلم مع الدين، في مقام التفاضل"، معتبراً أن "الملفت ان الدعوة القرآنية اكتفت بدعوة الآخر الديني إلى التوحيد، دون النبوة، والتي هي من أصول الدين الإسلامي كما نعلم وهو درس بليغ في البحث عن المشترك في الحوار، والمرحلية في الخطاب والتلاقي مع الآخر في منتصف الطريق"، ومضيفاً "إن الدعوة لكلمة "سواء" بلفظة "تعالوا" التي تستخدم في إطار التعالي والتسامي، هو عامل ارتقاء ورفعة لبني البشر المختلفين في أفكارهم".

وأكد الخفاف أن "العنف الديني الذي يشوه صورة الشريعة السمحاء ويعبث بنقاء رسالة سيد المرسلين، هو عقيدة منحرفة ابتليت بها الأمة، ولا تعبر عن هويتها الحقيقية فالدين براء من الذبح والقتل والظلم، والعدوان، كما أن تفجير الكنائس والمساجد ومراقد الأئمة والصالحين إرهاب مدان ومستنكر ويبرأ منه الإسلام، كما يبرأ منه أي دين".

وشدد الخفاف على ان "السيد السيستاني يرفض الاعتداءات التي يتعرض لها غير المسلمين في العراق وخارجه"، موضحاً أن "السيستاني خاطب الذين يتعرضون بالسوء والأذى للمواطنين غير المسلمين من المسيحيين والصابئة وغيرهم قائلاً "أما سمعتم أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام بلغه أن امراةً غير مسلمةٍ تعرض لها بعض من يدعون الاسلام وأرادوا انتزاع حليها. فقال عليه السلام: لو أن امرأً مسلماً مات بعد هذا أسفاً ما كان به ملوما بل كان به عندي حديرا" فلماذا تسيئون إلى اخوانكم في الانسانية وشركائكم في الوطن".

ولفت الى ان "السيستاني أكد مراراً أنه لا توجد مشكلة بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين السنة والشيعة، ولا بينهم وبين أتباع الديانات الأخرى، وإنما هناك مشاكل سياسية، وهناك من يستخدم العنف الديني والمذهبي للحصول على مكاسب سياسية."

واعتبر الخفاف "اننا في زمن يتذرع فيه المتطرفون بالدين المنحرف، والمتعصبون بالتقوى الزائفة والمعتدون بالنصوص المبتسرة والروايات المجعولة".