انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً مصوّراً يظهر اشكالاً حصل أمس في معهد بئر حسن المهني، بين شبان وإحدى الطالبات، حيث تم التعرض لها بالاهانة والضرب على مرأى من الطلاب.

وفي التفاصيل، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "النشرة" من مصادر كانت شاهدة على الحادثة، أنه "وخلال خروج الطالبة ر. ع. من "كافتيريا" المعهد، عمد أحد أساتذة المعهد على التحرش لفظياً بالطالبة والتوجه لها ببعض المصطلحات، فحصل سجال حادّ بينهما بعد أن ردّت بجرأة على فعل "التلطيش" بعبارة "لو أنك رجّال ما بتعمل هيك"، الأمر الذي دفع أحد أصدقاء المتحرّش الى مباغتة الفتاة من خلفها وصفعها على وجهها، ولو لم يتم تقييد جسده بشدة من الحاضرين لكان تابع عملية الاعتداء".

"حالة من الصدمة والهلع بدت على وجوه الحاضرين"، تشير المصادر عينها. وتلفت الى أن "أحداً منهم في ساحة الواقعة لم يحرّك ساكناً او يبادر للوقوف في وجه المتحرش والصافع للدفاع عن الطالبة، وذلك خوفاً من المتحرّش المحسوب على حركة "أمل" في المعهد، و"الحاشية" الكبيرة من أصدقائه الذين تجمعوا حوله تحسباً لأي تطور، فكان المشهد مخزياً الى أبعد الحدود"، عازية السبب الى أن "المتحرّش هو من الاشخاص النافذين في المعهد، والذي له تأثير على الكثير من القرارات الإدارية، كتسجيل الطلاب أو طردهم".

مصادر قانونية أكدت عبر "النشرة" أن "ليس هناك أي قانون يدين المتحرش لفظياً"، مستطردة بالقول "لا يزالون حتى الآن يجدون مئات الحجج والأعذار لتبرئة المتحرش جسدياً والمغتصب، فما بالنا بالتحرش اللفظي"؟!.

وإيماناً منّا بحق الرد وللاستماع الى كافة وجهات النظر، تواصلت "النشرة" مع أحد المقربين ممّن قيل أنه تحرّش لفظيًّا الذي يتابع القضية بكل تفاصيلها، حيث أكد ان "كل ما يشاع على مواقع التواصل عن تحرش لفظي بالفتاة هو كذب ونفاق، فحقيقة الأمر تكمن في أنه استدرج الى هذه المشكلة التي تم التخطيط لها وايقاعه في فخ السجال مع الطالبة"، مضيفاً: "لم يكن التحرش اللفظي هو سبب السجال من الاساس، لكن الفتاة أذاعت هذا الأمر بمجهود من المؤكد أنه ليس فردياً ولأهداف معروفة، فما كان من الشخص المعني إلا الطلب منها الابتعاد من جانبه لعدم تطور المشكلة أكثر"، مؤكداً انه تفاجأ بفعل الضرب والصفع الذي مارسه احد الاشخاص أثناء المشكلة، وقد قام بمحاسبته على ما فعل، الأمر الذي لم يظهر جلياً في الشريط المصوّر المنتشر".

"هي مؤامرة أكبر من المشكلة نفسها، هدفها المس بأحد الأساتذة، وبالتالي تشويه صورة حركة "أمل" من خلال القاء الاتهامات على المحسوبين عليها والمناصرين لها"، يلفت مصدر متابع. وأردف: "الاجهزة الامنية والرقابية في المعهد وحركة "أمل" يجرون تحقيقاً لمعرفة ملابسات المشكلة، وكل المعطيات في التحقيق حتى هذه اللحظة تدحض تهمة التحرش اللفظي التي وجهت".

في المحصلة، يفترض أن المعهد هو الصرح التعليمي التربوي الذي يشعر فيه الطالب بالسلام والأمان الداخليين والذي يمكنه من متابعة مسلكه العلمي باستقرار، لكن بعد تلك الحادثة، هل ستتخذ إدارة المعهد "الرسمي" قراراً مصيرياً يعيد للطالبة حقها؟، وهل ستكون تلك الحادثة فاتحة العمل على مشروع قانون يعتبر التحرش اللفظي جنحة لا يسلم منها فاعلها، أم ستُسقط التحقيقات ادانة الاستاذ بحقيقة لم تصل للرأي العام بعد؟