اشار مستشار وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر أنصاري، إلى أن "التطورات السياسية اللبنانية كانت تتأثر تلقائيا بكافة التطورات السياسية التي تجري حوله في الاقليم، ولكن شهدنا خلال العقدين المنصرمين بالتحديد، في اللحظات المصيرية والحساسة فإن لبنان الشقيق كان بإمكانه أن يؤثر بشكل إيجابي وفاعل وبناء على مختلف التطورات والمستجدات الاقليمية"، لافتاً إلى أنه "من التجليات الأساسية التي استطاع لبنان ان يشكل من خلالها نموذجا وقدوة لكافة شعوب المنطقة ودولها هو تجربة المقاومة اللبنانية الباسلة التي استطاعت ان تقدم نموذجا يحتذى في التحلي بروح المقاومة الصلبة في التصدي للعدو الاسرائيلي ولاطماعه التوسعية في لبنان والمنطقة".

وفي تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري لفت انصاري إلى أن "النموذج الاخر الذي استطاع لبنان أن يقدمه لدول المنطقة وشعوبها. هذا النموذج الفريد من التعايش الاخوي والمسالم والبناء بين مختلف فئاته الطائفية والأجتماعية والسياسية التي يتألف منها المجتمع اللبناني. ونحن شهدنا أنه بعد إنتهاء الحرب الأهلية إستطاع لبنان أن ينهض مرة أخرى، ونعتبر أيضا انه من التطورات والمستجدات السياسية البالغة الاهمية التي شهدها لبنان الشقيق في هذه المرحلة هو ان هذا التوافق والانسجام بين الفئات السياسية والاجتماعية المؤثرة والفاعلة في الساحة اللبنانية قد أدت في نهاية المطاف الى وضع حد للشغور الرئاسي الطويل وانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، كما أدت أيضا الى تولي الحريري رئاسة الحكومة وولادة حكومة الوفاق الوطني التي نأمل أن تكون قادرة على حل كافة التحديات والمشكلات التي يعاني منها لبنان الشقيق في هذه المرحلة"، مضيفاً "نحن نعتبر أن هذا الانسجام وهذا التوافق السياسي هو صدى لصوت العقل والحكمة والدراية الانسانية في أبهى تجلياتها. ونعتقد أن هذا الامر إن دل على شيء فأنه يدل أنه بإمكانه أن ينسحب أيضا على كافة التحديات الموجودة على مستوى ألاقليم. ومن خلال التمسك بصوت العقل والتوافق والانسجام السياسي بين كافة دول المنطقة وحكوماتها، هذا الأمر يمكن أن يلعب دورا بارزا ومؤثرا في حلحة كافة المشكلات التي ما زالت عالقة على مستوى الإقليم".

وأمل "أن نشهد في المستقبل القريب النتائج والثمار الايجابية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي بدأنا نشهد الكثير من ملامحها في هذه المرحلة من خلال التوافق السياسي الذي تم بين التيارات السياسية الفاعلة في لبنان وأن ينسحب على مستوى المنطقة ويثمر حلولا سياسية لكافة المشكلات التي لا زالت عالقة".

وكان الحريري قد أستقبل السفير الأردني في لبنان نبيل المصاروة الذي هنأه بتشكيل الحكومة الجديدة وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية. كما استقبل الرئيس الحريري السفير المصري في لبنان نزيه النجاري وبحث مجمل المستجدات.