رأى رئيس جامعة الروح القدس-الكسليك الأب البروفسور ​جورج حبيقة​ أنه "في لبنان وطننا الحبيب المصلوب على خشبة الشرق الغارق في ظلام الديكتاتوريات الدينية يكتسي الميلاد طابعاً آخر"، مشيراً إلى أن "عيد الميلاد هو عيد تحرير الانسان ووقفة جريئة امام الذات، متسائلاً "هل من حب اعظم من حب المسيح"، لافتاً إلى انه "اذا كان الذين لا يؤمنون بقبول الاخر يلتجأون الى جميع وسائل العنف لترسيخ معتقداتهم فلا يسعنا نحن الذين لبسنا المسيح ونكرمه الا ان نعود وصايا المسيح"، مؤكداً أن "العنف سواء ديني او ايدولوجي فهو هزيمة نكراء للانسانية".وفي عظة له خلال قداس منتصف الليل بمناسبة الميلاد في كنيسة الروح القدس بالكسليك إعتبر حبيقة أنه "كما أن المسيح حمل مشروعه لنا لربطنا بمصدر حياتنا بالحرية ، هكذا علينا ان نتماثل به اذا اردنا ان نبني وطنا للانسان"، مشدداً على ان "عيد الميلاد ترحال من مدينة البشر المشيدة على منطق الصراع الى مدينة بيت لحم مدينة التلاقي وهو عيد السماء في استضافة الارض".

ولفت حبيقة إلى أن "ملاك الرب زف لنا بشرة انتظرتها الاجيال الا وهي تلاقي السماء والارض وانتهاء القطيعة بين الحياة ومصدرها بولادة المخلص"، معتبراً أن "فلسفة ارسطو عن الإله سقطتو نرى اله في تصور نقيض في الكتاب المقدس ولم يعد الله اللامبالي بل ظهر على حقيقته معطي الانسان كل شيء ففي الانجيل يصبح الله معنا عمناؤيل وهنا تظهر اقصى درجات اهتمام الله بالانسان"، لافتاً إلى أن "المسيح مولود من اب بلا امل وهو ينتمي الى امة وو طن ينطلق ليلتصق بكل انسان حاضراً ومستقبلاً"، مضيفاً "في سر ولادة المسيح الا وهي الحرية ، الله يعرف كان الى اين سيصل الانسان في حريته ولكنه تركه مع حريته محققاً له وبدل ان يهلكه وعده بالخلاص فارسل له المسيح، وهنا نرى حرص الله على حرية الانسان واحترامه لها امراً عظيماً".

ورأى حبيقة أن "الانسان الحر اراد ان يحقق ذاته بعيدا عن الله وهذا حق له اذا ان الله خلقه حرا ، فركب الانسان شراع حريته فكانت الحصيلة بعيدة عن مبتغاه وهذه المأساة الكبيرة التي حصلت مع الانسان دعتها الكنيسة بالخطيئة"، مشيراً إلى أن "حياتنا طافحة بالامور التي تعارض مرادنا من خيبات الامل والمرض والحروب وويلات الطبيعة فنستصرخ الكون من يخلصنا من جسد الهوان ومن ينقذنا وملاك الرب يناديننا نحن ابناء وادي الدموع لا تخافوا وها انا ابشركم قد ولد المخلص". وفي الختام تمنى حبيقة بإسم رئيس الرهبانية المارونية الاباتي نعمة الله هاشم للبنانيين عموماً ميلاداً مجيداً.